2014-05-08 11:40:02

أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان يحتفل بالذبيحة الإلهية في مزار العذراء في بومباي


ترأس أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين صباح اليوم الخميس الذبيحة الإلهية في مزار العذراء في بومباي وللمناسبة ألقى عظة استهلها بالشكر لرئيس أساقفة بومباي المطران تومازو كابوتو ولجميع الفعاليات المدنيّة والعسكريّة المشاركة في الاحتفال وقال: يكتب القديس يوحنا في رسالته الأولى: "نعلم أنا قد انتقلنا من الموت إلى الحياة لأننا نحب الإخوة". ماذا يريد الرب أن يقول لنا اليوم من خلال هذه الكلمات؟ سنتوقف للتأمل معًا حول ثلاث نقاط وهي إعلان الإيمان، تطبيق الإيمان من خلال محبة القريب وأن نكون نورًا للعالم.

تابع الكاردينال بيترو بارولين يقول: أولاً إعلان الإيمان، لنتأمل ببطرس، صياد فقير من الجليل جذبه يسوع فانطلق في مسيرة أكبر منه: لقد منحه الرب مفاتيح الملكوت، وجعله رأسًا للرسل ووثق به، وماذا فعل بطرس بالمقابل؟ نكره ثلاث مرات، لكن إيمانه بالمسيح كان أقوى!  بكى بطرس بكاءً مرًّا وندم على ما فعله، وبعد قيامة يسوع جمع الرسل لكنه كان لا يزال خائفًا وضعيفًا ولذلك أرسل الله الروح القدس الذي منح الرسل المجتمعين مع مريم في العليّة النعمة والقوة لإعلان ملكوت الله. كيف لا يمكننا أن نلاحظ وجود مريم في العليّة؟ لقد كانت مع الرسل، قريبة من كل فرد منهم عندما دفعهم الروح القدس لينطلقوا في درب الشهادة والرسالة، فكانت تكرر الـ"نعم" التي قالتها في البشارة من خلال حضورها كأول مبشِّرة، واضعة نفسها في خدمة يسوع والإنجيل: كخادمة الرب الوضيعة وإنما أيضًا كأُمِّنا في الإيمان، وهذا هو البعد الذي يقدمه لنا هذا المزار بشكل خاص. فمريم لا تسهر علينا فقط كأم محبة ومهتمة بأحداث حياتنا اليومية وإنما تسهر أيضًا على ثباتنا في الإيمان وتدعونا لنوجه أنظارنا نحو ابنها، وتتابع عنايتها برسل زماننا الذين تتوجب عليهم الشهادة والرسالة. جميعنا معمدون وقد نلنا بالتثبيت نعمة الروح القدس، لنجعلها تُثمر فينا إذًا.

أضاف الكاردينال بارولين يقول: ثانيًا علينا أن نضع إيماننا قيد التطبيق، أي أن نحب القريب، وهنا يكمن جوهر إيماننا، وهذه هي الثورة التي أحدثها يسوع، والمحبة المتبادلة هي وصيته الجديدة التي تركها لتلاميذه قبل موته، وفيها نجد جوهر تعليمه، لأنه من خلال محبة الإخوة كما يقول القديس يوحنا ننتقل من الموت إلى الحياة، ونولد لحياة جديدة. والمثال للحياة الجديدة هي هذه الأرض الذي تستقبلنا اليوم، مدينة "بومباي الجديدة" والتي تقوم على رؤية بارتولو لونغو الذي رأى في هذه الأرض التي كانت قد دُمرت نقطة انطلاق جديدة ورجاء يمكن بناؤه من جديد! لقد اعتبر بارتولو لونغو أنه من الضروري أن يضع إيمانه قيد التطبيق من خلال محبة القريب ومن خلال الثقة بعناية الله ورحمته واضعًا نصب عينيه مشروع "بومباي الجديدة" وهذه كانت صلاته، وحبات مسبحة الورديّة والتي نشر عبادتها بلا كلل، أصبحت حجارة حقيقية وصلبة لبناء هذا المزار بيت الإيمان والرجاء لشعب جديد. فالإيمان المعاش يشهد لخبرة بومباي ويصبح قوتنا ويجمع ويوحّد أعمالنا كلها ويحملنا إلى الله. لذا من خلال محبة بعضنا لبعض نصبح أقرب على الله ويصبح اتحادنا به ينبوع نور داخليٍّ لا ينضب ومصدر حياة وخصوبة روحية وتجدد مستمرّ.

ثالثًا، تابع أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان يقول، علينا أن نكون نورًا للعالم: إن كنا أقوياء في إيماننا وثابتين في محبتنا للإخوة يمكننا عندها أن نصبح حقًا على مثال يسوع نورًا للعالم، هذا النور وهذه الحقيقة علينا أن نحملهما للعالم ونشهد لهما ونعلنهما للجميع بفرح كما يدعونا البابا فرنسيس قائلاً: "لا تكونوا أبدًا رجالاً ونساءً تعساء لأن المسيحي لا يمكنه أبدًا أن يكون تعيسًا! ففرحنا لا يولد من امتلاك أشياء كثيرة وإنما من لقائنا بشخص يسوع، ومن اليقين بأننا معه لسنا أبدًا وحدنا حتى في الأوقات الصعبة وعندما نصادف خلال مسيرة حياتنا بعض المشاكل والحواجز التي قد يبدو لنا أننا لن نتخطاها". وفرحنا هذا لا يمكننا أن نحتفظ به لأنفسنا وإنما علينا أن ننقله للآخرين لأننا نصل إلى ملء كياننا الإنساني عندما نسمح لله بأن يقودنا أبعد من ذواتنا ومحدوديتنا لأننا بذلك نحقق كياننا الحقيقي.

وختم أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان عظته بمناسبة الاحتفال بعيد العذراء سيدة بومباي بالقول: لنتأمل بمريم، هي التي قبلت عطية الله لها وحملتها للعالم. هي التي بنشيدها "تعظم نفسي الرب" أعلنت إيمانها بالله وبحياتها عاشت المحبة تجاه القريب، وتبعت يسوع حتى النهاية حتى أقدام الصليب وبالرغم من حزنها قدمت شهادة حية لنور الإيمان ولا تزال اليوم تقدمها لأبنائها. لنكل لمريم أمنا سلطانة السماء والأرض جميع اهتماماتنا ومخاوفنا وحاجاتنا. ولنصل من أجل الكنيسة والأب الأقدس، من أجل العالم بأسره ومن أجل السلام!








All the contents on this site are copyrighted ©.