2014-05-05 15:25:39

البابا فرنسيس يلتقي الحرس السويسري البابوي


استقبل قداسة البابا فرنسيس هذا الاثنين في قاعة كليمنتينا بالقصر الرسولي بالفاتيكان قائد وأعضاء الحرس السويسري البابوي برفقة عائلاتهم، ووجه كلمة قال فيها إن السادس من شهر أيار مايو سيبقى تاريخا محفورا أبدا في عقولكم وأضاف أنه يوم مميز، نتذكّر خلاله العمل البطولي لمَن سبقكم وبذل حياته في عام 1527 دفاعا عن الكنيسة والبابا. إن تفانيكم لهو تأكيد على أن شجاعتهم وأمانتهم حملتا ثمرا كما يقول الإنجيل: فالحبة التي وقعت في الأرض وماتت قد أخرجت حبّا كثيرا (راجع يوحنا 12، 24).

تابع البابا قائلا إن الإطار الاجتماعي والكنسي قد تبدّل كثيرا مذ ذاك الحين؛ إذ إن المجتمع يختلف عن تلك الأزمنة، غير أن قلب الإنسان وقدرته على الأمانة والشجاعة، كما ينص شعاركم، بقي نفسه. وبالتالي، فإن خدمتكم هي شهادة حقيقية، لكونها تعبّر بشكل ملموس عن رغبة تكريس أنفسكم لمهمة كبيرة ومتطلبة. وأشار الحبر الأعظم إلى أن الخدمة في الحرس السويسري البابوي تعني عيش اختبار يلتقي فيه الزمان والمكان بشكل مميز: فروما غنية بالأماكن التاريخية والفنية التي لا تُحصى وتُظهر عظمة ثقافتها وتاريخها، غير أن هذه المدينة ليست متحفًا كبيرا فقط، إذ تشكل ملتقى للسياح والحجاج القادمين من كل أنحاء العالم: أشخاص من لغات وتقاليد وأديان وثقافات عدة يقصدون هذه المدينة مع دوافع مختلفة. وأكد بعدها أن الحرس السويسري البابوي من خلال خدمته المميزة، لهو مدعو لتقديم شهادة مسيحية فرحة لجميع القادمين إلى الفاتيكان لزيارة بازيليك القديس بطرس ولقاء البابا، ودعاهم ليكونوا راسخين في الإيمان وأسخياء في المحبة إزاء الأشخاص الذين يلتقون بهم.

مضى البابا قائلا: يُحتفل هذا العام بالمئوية الأولى لزيّ الحرس السويسري البابوي. فألوانه معروفة في العالم بأسره، وتذكّر بالتفاني والجدية والأمان. وتعبّر عن خدمة مميزة وماض مجيد. وخلف كل زيّ هناك شخص ملموس، مع عائلة وأرض وشخصية ورغبات ومشاريع حياة. وتابع الحبر الأعظم: تذكّروا أن الإنسان الذي يلبس الزي هو مَن يلفت انتباه الآخرين من خلال اللطف وروح الاستقبال والمحبة إزاء الجميع، وليس الزي بحد ذاته. وحثهم على اعتبار ذلك أيضا في العلاقات بين بعضهم البعض عبر إعطاء الأهمية للحياة الجماعية ومقاسمة اللحظات الفرحة والصعبة، وعدم تجاهل من يعيش صعوبة أو يحتاج لبسمة وتشجيع وصداقة.

وختم البابا فرنسيس كلمته للحرس السويسري البابوي قائلا: أستطيع كل يوم أن أشعر بتفانيكم والتزامكم! وأشكركم! تأكدوا دائما أن الرب يعضدكم في مسيرتكم. إنه لا يتركنا أبدا. وأوكل الحبر الأعظم الجميع لحماية الطوباوية مريم العذراء.








All the contents on this site are copyrighted ©.