2014-05-02 12:36:43

الكاردينال توران يحث المؤمنين الكاثوليك في الجزائر على أن يكونوا شهودا لكنيسة منفتحة على الصداقة والحوار


ترأس رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان الكاردينال جان لوي توران قداسا احتفاليا صباح اليوم الجمعة في عنابا بالجزائر إحياء للذكرى المئوية الأولى لإنشاء البازيليك المكرّسة للقديس أغسطينس، وذلك في إطار زيارة يقوم بها الكاردينال الفرنسي إلى الجزائر بصفته موفدا خاصا لهذه الاحتفالات من قبل البابا فرنسيس. وقد تخللت الذبيحة الإلهية عظة للكاردينال توران ضمّنها كلمة تشجيع من الحبر الأعظم للمؤمنين المسيحيين في تلك الربوع كي يكونوا شهودا لكنيسة منفتحة أكثر وأكثر على الصداقة والحوار.

تمحورت عظة المسؤول الفاتيكاني حول أهمية أن يتمتع المؤمنون بشهادة مسيحية أكثر مصداقية. وقال إن هذا ما يطلبه البابا فرنسيس من المؤمنين الكاثوليك المتواجدين في الجزائر، ولفت إلى أن الحبر الأعظم طلب منه أن يحث الجماعة الكاثوليكية المحلية على الالتزام في الحوار ما بين الأديان، والحفاظ على علاقات الصداقة مع الجميع، خصوصا وأن هؤلاء المؤمنين هم مدعوون للعيش في بلد تنتمي فيه الأكثرية الساحقة من السكان إلى الديانة الإسلامية.

هذا ثم لفت رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان إلى أن تشييد بازيليك خارج روما يشكل علامة لعلاقة شركة وطيدة مع البازيليك البابوية (بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان)، كما أشار إلى أن كل كنيسة مدعوة إلى حمل اسم قديس لتحث المؤمنين على الاقتداء بمثله، تماما كما أن البازيليك الفاتيكانية تحمل اسم القديس بطرس الرسول. أكد الكاردينال توران أن القديس أغسطينس ترك تعاليم عظيمة للمؤمنين وفي مقدمتها البحث عن الحقيقة من خلال العودة إلى الإنسان الداخلي، محبة العدالة والسلام، اكتشاف الله في أعماق كل واحد منا وفي جمال الطبيعة وفي نقاوة الفكر وفي علاقات الصداقة المتقاسمة.

بعدها لفت الكاردينال جان لوي توران إلى أن هذه بازيليك عنابا التي خضعت مؤخرا لأعمال الترميم تردد صدى فكر القديس أغسطينس، لكن حجارتها الحية هي عبارة عن الأشخاص الذين يشكلون الجماعة الكاثوليكية في الجزائر، التي ما تزال أمينة لدعوتها ضمن سيناريو العلاقات بين الأديان، وما تزال تعيش وتعمل من أجل الخير المشترك للمجتمع الجزائري بأسره. ثم توجه رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان إلى أسقف الأبرشية المحلية المطران بول ديفارج، ودعاه لإبقاء أبواب بازليك عنابا مفتوحة، ليرى فيها كل شخص بيتا يمكن أن يزوره المرء ليبحث فيه عن الحقيقة والمحبة والحرية.

في ختام عظته ذكّر الكاردينال توران المشاركين في القداس الإلهي بأن القديس أغسطينس واجه تحديات زمانه بشجاعة وذكاء جعلاه قريبا جدا من الزمن المعاصر المطبوع بتبدلات ثقافية وسياسية. وتمنى نيافته أن يتعلم إنسان اليوم من ملفان الكنيسة (القديس أغسطينس) ذكاء القلب القادر على الإصغاء لصرخة الإنسان الوحيد والمهمش والمنسي والمسجون والمعذب، لتقوده حكمة وقداسة أغسطينس.








All the contents on this site are copyrighted ©.