2014-04-19 16:20:56

الإنجيل وقفة تأمل عند كلمة الحياة


وفي يَومِ الأَحَد جاءَت مَريمُ المِجدَلِيَّةُ إِلى القَبْرِ عِندَ الفَجْر، والظَّلامُ لم يَزَلْ مُخَيِّمًا، فرأَتِ الحَجَرَ قد أُزيلَ عنِ القَبْر. فأَسرَعَت وجاءَت إِلى سِمْعانَ بُطرُس والتِّلميذِ الآخَرِ الَّذي أَحَبَّهُ يسوع، وقالَت لَهما:"أَخَذوا الرَّبَّ مِنَ القَبْرِ، ولا نَعلَمُ أَينَ وَضَعوه." فخرَجَ بُطرُسُ والتَّلميذُ الآخَرُ وذَهَبا إِلى القَبْرِ يُسرِعانِ السَّيْرَ مَعًا. ولكِنَّ التَّلميذَ الآخَرَ سَبَقَ بُطرُس، فوَصَلَ قَبلَه إِلى القبْرِ وانحَنى فأَبصَرَ اللَّفائِفَ مَمْدودة، ولكنَّه لَم يَدخُلْ. ثُمَّ وَصَلَ سِمْعانُ بُطرُس وكانَ يَتبَعُه، فدَخَلَ القَبْرَ فأَبصَرَ اللَّفائِفَ مَمْدودة، والمِنديلَ الَّذي كانَ حَولَ رَأسِهِ غَيرَ مَمْدودٍ معَ اللَّفائِف، بل على شكْلِ طَوْقٍ خِلافًا لَها، وكان كُلُّ ذلك في مَكانِه. حينَئذٍ دخَلَ التِّلميذُ الآخَرُ وقَد وَصَلَ قَبلَه إِلى القَبْر، فَرأَى وآمَنَ. ذلك بِأَنَّهُما لم يكونا قد فهِما بَعدُ الكِتابَ الَّذي يَقول، إِنَّه يَجِبُ أَن يَقومَ مِن بَينِ الأَموات.

 

للتـأمل

"المسيح قام حقا قام"

يشع صليب المسيح الممجّد في يوم قيامته أنوارًا ساطعة تعلن للبشريّة جمعاء: "من موته أتتنا الحياة، ومن جراحه شفاؤنا، ومن سقطته قيامتنا ومن نزوله صعودنا". إنه المسيح الحي، نجم الصباح الذي قام من بين الأموات، وظلّل بنور سلامه العالم أجمع، وهو ابن الله الذي يملك إلى أبد الآبدين.

القيامة هي أساس الإيمان المسيحي وأساس الكنيسة. عاشته الجماعة المسيحيّة الأولى وأعلنته كحقيقة محوريّة أساسيّة لم تكن وهمًا ولا تقليدًا شفهيًّا، إنما أثبتتها كتب العهد الجديد، وتناقلها التقليد الرسولي والآبائي على مرّ تاريخ الكنيسة منذ نشأتها إلى يومنا هذا. "إن المسيح مات من أجل خطايانا كما هو مكتوب. إنه قبر وقام في اليوم الثالث كما هو مكتوب. وتراءى لبطرس، وبعده للأحد عشر..." (1 كور 15، 3- 5)

نقرأ في إنجيل اليوم: "أَخَذوا الرَّبَّ مِنَ القَبْرِ، ولا نَعلَمُ أَينَ وَضَعوه." كان القبر فارغ، إلا من لفائف الكتان، أول علامة حسيّة لحقيقة القيامة. يروي الإنجيلي يوحنا كيف أسرع هو وبطرس إلى القبر، فور سماع الخبر من النسوة ورأيا: "اللَّفائِفَ مَمْدودة، والمِنديلَ الَّذي كانَ حَولَ رَأسِهِ غَيرَ مَمْدودٍ معَ اللَّفائِف، بل مطويّا وحده في موضع آخر". إن فراغ القبر لعلامة حسيّة على قيامة الرب. وقيامة الرب هذه قد بدّلت مجرى التاريخ وبدّلت المفاهيم وأعطت ولادة جديدة وإشراقا جديدًا لنواة ستحمل هذه البشارة إلى أقاصي الأرض سائرة على طريق الصليب الذي أصبح صليب المجد والنصر، صليب الخلاص.

يقول القديس بولس في رسالته الأولى إلى أهل كورنتس: "لو لم يقم المسيح، لكان تبشيرنا باطلاً وإيمانكم باطلاً"، إن إيماننا مبني على صخرة القيامة. بقيامة الرب من بين الأموات حرّرنا من الخطيئة وفتح لنا الطريق للحياة الجديدة. بقيامته برّرنا وطهّرنا وأدخلنا من جديد في نعمة الله. نعيش القيامة بقبولنا سرّ المعموديّة: "ندفن معه لنقوم معه"، نعيشها في الأسرار وفي الكنيسة الشاهدة الحيّة لقيامته، ورحمته ومحبّته: "إن الله الغنيّ بالمراحم والذي أحبّنا حبًّا عميقًا، أحيانا مع المسيح. لقد كنّا أمواتًا بخطايانا، فخلّصنا بنعمته وأقامنا معه". إن قيامة الرب من بين الأموات تكتمل بقيامتنا نحن من الموت: "فكما الجميع يموتون بآدم، فالجميع يحيون بالمسيح" لأنه بكر القائمين من بين الأموات ومن أجل هذه القيامة لا نحيا بعد لأنفسنا بل للذي مات عنا وقام.








All the contents on this site are copyrighted ©.