2014-04-07 15:10:49

البابا فرنسيس: رحمة الله هي لمسة حنانه على جراح خطايانا


"رحمة الله هي نور محبة وحنان كبير! إنها لمسة حنان الله على جراح خطايانا" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الاثنين في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان.

استهل الأب الأقدس عظته انطلاقًا من الإنجيل الذي تقدمه لنا الليتورجية اليوم من الإنجيلي يوحنا والذي يخبرنا فيه عن الكتبة والفريسيّين الذين أتوا يسوع بِامرَأَةٍ أُخِذَت في زنًى. فأَقاموها في وسَطِ الحَلقَةِ وقالوا له: "يا مُعَلِّم، إِنَّ هذِه المَرأَةَ أُخِذَت في الزِّنى المَشهود. وقد أَوصانا مُوسى في الشَّريعةِ بِرَجمِ أَمثالِها، فأَنتَ ماذا تقول؟". قال البابا: يشكل الزواج العلامة والواقع البشري لعلاقة الله الأمين مع شعبه. وعندما يدمر الزواج بسبب الزنى، تدمر أيضًا علاقة الله بشعبه. لكن الكتبة والفريسيين سألوه هذا السؤال فقط ليوقعوا به، فلو أجاب يسوع: "نعم! يجب أن تُرجم!" لقالوا للناس: "أنظروا هذا هو معلمكم الصالح... أنظروا ماذا فعل بهذه المرأة المسكينة!" ولو أجاب: "لا! سامحوا هذه المسكينة!" لقالوا: "إنه لا يطبّق الشريعة!..."

تابع البابا فرنسيس يقول: لم يهمهم أبدًا أمر المرأة ولا بأنها أُخذت في زنىً! لا! لقد أرادوها فقط مصيدةً ليسوع، ولذلك أتى جواب الرب لهم: "مَن كانَ مِنكُم بلا خَطيئة، فلْيَكُنْ أَوَّلَ مَن يَرميها بِحَجَر!" ويخبرنا الإنجيلي يوحنا: "فلَمَّا سَمِعوا هذا الكَلام، انصَرَفوا واحِدًا بَعدَ واحِد يَتَقدَّمُهم كِبارُهم سِنًا. وَلَبِثَ يسوعُ وَحدَهُ والمَرأَةُ في وَسَطِ الحَلْقَة". وكمعرِّفٍ سألها يسوع وقالَ لَها: "أَينَ هُم، أَيَّتُها المَرأَة؟ أَلَم يَحكُمْ عَليكِ أحَد؟" وكأن به يقول لها: "أنت وحدك الآن أمام الله، بدون اتهامات وبدون أحكام! أنت والله فقط! أَلَم يَحكُمْ عَليكِ أحَد؟ فقالت: "لا، يا ربّ!"، لكنها لم تبرّر نفسها بل اعترفت بخطيئتها، فقالَ لها يسوع: "وأَنا لا أَحكُمُ علَيكِ. اذهبي ولا تَعودي إِلى الخَطيئة، لكي لا تعودي إلى اختبار لحظات سيئة كهذه، وإلى اختبار الخجل... لكي لا تعودي إلى الإساءة لله وإلى تدمير العلاقة الجميلة بين الله وشعبه". فيسوع يغفر ولكنه يمنح شيئًا أبعد من المغفرة الصرفة!

أضاف الأب الأقدس يقول: إن يسوع يذهب أبعد من الشريعة! لا يقول للمرأة أن الزنى ليس خطيئةً ولكنه لا يحاكمها بحسب الشريعة. وهذا هو سرّ الرحمة، سرّ رحمة يسوع! فالرحمة أمر يصعب فهمه. قد يسأل أحدكم: "ولكن يا أبتي، هل تمحو الرحمة الخطايا؟" لا وحدها مغفرة الله تمحو الخطايا، أما الرحمة فهي أسلوب الله في المغفرة. لقد كان بإمكان يسوع أن يقول لهذه المرأة: "اذهبي مغفورة خطاياك" كما قال للمخلّع، ولكنه يقول لها: "اذهبي بسلام ويسألها ألا تعود للخطيئة. وبتصرفه هذا يمكننا أن نفهم رحمته: لقد دافع عن الخاطئ أمام أعدائه، دافع عن الخاطئ أمام حكم الشريعة العادل. قد يكون هناك العديد منا الذين يستحقون الذهاب إلى الجحيم وسيكون هذا الحكم عادل بالنسبة لهم بسبب ما اقترفوه من الخطايا، ولكن يسوع يذهب أبعد من هذا الأمر: إنه يسامح! كيف؟ بواسطة رحمته!

فالرحمة تذهب أبعد مما يفعله الإنسان في حياته، فهي تضع الخطيئة جانبًا، تمامًا كالنظر إلى السماء: عندما ننظر إلى السماء في الليل نرى العديد من النجوم ونتمتع بنورها ولكن عندما تشرق الشمس في الصباح، يختفي نور النجوم أمام نورها وهكذا هي رحمة الله: إنها نور محبة وحنان كبير، فالله يغفر لنا بلمسة حنان على جراح خطايانا! وهكذا يسوع كالمعرف: لم يهن المرأة ولم يحاكمها بل قال لها: " اذهبي ولا تَعودي إِلى الخَطيئة!" عظيمة هي رحمة الله وعظيمة أيضًا رحمة يسوع! فهو يغفر لنا بلمسة حنانه!








All the contents on this site are copyrighted ©.