2014-04-01 14:46:06

البابا فرنسيس: الكسل الروحي والتمسك بالشكليات يمنعان عنا الخلاص


"المسيحيون المُخدرون لا يفيدون الكنيسة" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الثلاثاء في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان وأكد بأنه لا يمكننا أن نتوقف عند الشكليات وإنما علينا أن نتغلّب على الكسل الروحي ونخاطر من أجل إعلان الإنجيل.

استهل الأب الأقدس عظته انطلاقًا من الإنجيل الذي تقدمه لنا الليتورجية اليوم من القديس يوحنا والذي يخبرنا فيه الإنجيلي عن لقاء يسوع برجل "عليل منذ ثمان وثلاثين سنة" كان يضجع عند "بركة باب الغنم" ينتظر الشفاء، وكان هذا الرجل يتذمر بأن ليسَ لديه مَن يَغُطُّه في البركة عندما يفورُ الماء. وبينما يكون ذاهبًا إليها، يَنزِلُ قَبله آخر، فقال له يسوع: "قُم فَاحمِل فِراشَكَ وامشِ". لقد أثار هذا الشفاء غضب الفريسيين لأنه حدث يوم السبت وهذا أمر لا يحل في السبت بحسب قولهم. أضاف البابا يقول: نجد أنفسنا أمام مرَضَين روحيَّين وسيفيدنا أن نتأمل حولهما. أولاً استسلام ذلك الرجل العليل الذي كان يتحسر ويتذمر. وهذا يجعلني أفكر بالعديد من المسيحيين الكاثوليك الذين فقدوا حماسهم ويعيشون متحسرين ويتذمرون قائلين: هذه هي الحياة لا يمكننا أن نفعل شيئًا... أذهب إلى القداس كل يوم أحد وهذا يكفي لا أريد أكثر، يكفيني الإيمان الذي لدي ولا أشعر بضرورة لنقله لآخر... كلٌّ في بيته وبهذا الشكل نعيش بهدوء وبدون مشاكل... من الأفضل ألا نخاطر... هذا هو مرض الكسل، كسل المسيحيين! إنه موقف يشلُّ الحماس الرسولي ويحول المسيحيين إلى أشخاص هامدين وفاترين لا يبالون بالخروج والذهاب لإعلان الإنجيل بمعنى آخر أشخاص مخدّرون!!

تابع البابا فرنسيس يقول: إن التخدير لخبرة سيئة! لأن هذه اللامبالاة تصبح بعدها كسلاً روحيًّا، وهذا الكسل يسبب التعاسة: من هنا يأتي المسيحيون التعساء الذين فقدوا بَريقَهم وأصبحوا أشخاصًا سلبيّين! وهذا هو مرضُنا نحن المسيحيين: نذهب إلى القداس كل أحد لنتمم واجباتنا وما عدا ذلك نطلب ألا يتم إزعاجنا بشيء آخر... هؤلاء هم المسيحيون الذين فقدوا حماسهم الرسولي وهم لا يخدمون الكنيسة ولا يفيدونها. وكم من المسيحيين يعيشون بهذا الشكل الأناني ولا يفكرون إلا بأنفسهم.

أضاف الحبر الأعظم يقول: هذه هي خطيئة الكسل وهي ضد الحماس الرسولي وضدّ حمل حداثة الإنجيل إلى الآخرين، تلك الحداثة التي وُهبت لنا مجانًا! ولكن نجد أيضًا في هذا النص من الإنجيل خطيئةً أخرى وهي عندما اضطهد الفريسيون يسوع لأنه شفى هذا الرجل يوم السبت، وهذه خطيئة التمسك بالشكليات، إنها خطيئة المسيحيين الذين لا يفسحون المجال لنعمة الله في حياتهم، فتكون عندها حياتهم وقفًا على وثائق ودساتير وقوانين. إنهم مسيحيون مراؤون! يهتمون بالشكليات فقط. إنه يوم السبت! ولا يمكن اجتراح المعجزات في يوم السبت كما ولو أن نعمة الله لا تعمل في الإنسان يوم السبت... إنهم يغلقون الأبواب على نعمة الله وهذه خطيئة أخرى ولكن ويا للأسف هؤلاء الأشخاص كثيرون في الكنيسة!

تابع البابا فرنسيس يقول: إن الذين يعانون من الكسل الروحي لا يمكنهم أن يسيروا قدمًا بحماس رسولي لأنهم اختاروا أن ينغلقوا على أنفسهم وتعاستهم، أما الذين يتمسكون بالشكليات لا يقدرون على حمل الخلاص لأنهم يغلقون الأبواب على نعمة الله وخلاصه. قد نلتقي أحيانًا بأشخاص مثلهم وإنما يمكن أحيانًا أن نكون بأنفسنا عرضة لهذه الخطايا فنكون كسولين أو مرائين كالفريسيين. إنها تجارب وعلينا أن نعرفها ونتعلم كيف نواجهها، وأمام هاتين التجربتين يقترب يسوع منا ويسألنا: "أتريد أن تُشفى؟" ويمنحنا نعمته القادرة على كلّ شيء ثم يقول لنا كما قال للمخلّع: "قد تعافيت، فلا تعُد إِلى الخطيئة".

عبارتان مسيحيتان! إنهما عبارتان يتلفظ بهما يسوع: "أتريد أن تُشفى؟"، "لا تعد إلى الخطيئة" لكنه يشفيه أولاً! عبارتان تلفظهما بمحبة وحنان، وهذه هي الدرب المسيحية، درب الحماس الرسولي: أن نقترب من الأشخاص المجروحين، ونسألهم كإخوة وأخوات لهم "أتريد أن تُشفى؟" ثم بعد الشفاء وعندما يعاودوا المسيرة نقترب منهم مجددًا ونقول لهم: "لا تعد إلى الخطيئة".








All the contents on this site are copyrighted ©.