2014-03-29 14:48:57

التوبة والمصالحة والرحمة في كلمات البابا فرنسيس


تحدث البابا فرنسيس مرات عديدة عن سر التوبة أو الاعتراف وسلط الضوء أيضا على الرحمة منذ بداية حبريته. ففي التاسع والعشرين من نيسان أبريل 2013 قال الحبر الأعظم مترئسا القداس الإلهي في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان: إن الاعتراف لقاء مع يسوع الذي ينتظرنا ويقبلنا كما نحن، "فالرب رؤوف رحيم يرأف بالذين يتّقونه وبالذين يذهبون إليه"، فهو "يفهمنا دائما" برأفة ويريد أن يمنحنا السلام القادر هو وحده أن يعطيه، وهذا ما يحصل تمامًا في سرّ المصالحة. وفي مقابلة الأربعاء العامة مع المؤمنين في الثالث عشر من تشرين الثاني نوفمبر الفائت، وصف البابا فرنسيس سر الاعتراف "بمعمودية ثانية" تعيدنا إلى معموديتنا الأولى لتثبتها وتجددها، وبهذا المعنى يصبح يوم عمادنا نقطة الانطلاق في مسيرة توبة مدى الحياة يعضدها دائما سرّ التوبة. وفي عظته الصباحية أيضا في بيت القديسة مرتا في الثاني والعشرين من تشرين الثاني، قال البابا: علينا أن نطهر نفوسنا باستمرار لأننا خطأة، وذلك بالتوبة والصلاة ومن خلال سري المصالحة والافخارستيا.

وفي التاسع عشر من شباط فبراير من العام الجاري، خصص البابا فرنسيس مقابلته العامة مع المؤمنين حول سر التوبة وقال: ينبع سرّ التوبة والمصالحة مباشرة من السرّ الفصحي. فمغفرة خطايانا ليست ثمرة جهودنا، إنما هي عطيّة من الروح القدس الذي يملؤنا من فيض الرحمة والنعمة المتدفق من قلب المسيح المصلوب والقائم من الموت. فسرّ المصالحة هو سرّ شفاء. والأيقونة البيبليّة التي تعبر عن هذا السرّ بأفضل شكل هي حدث شفاء المخلّع وغفران خطاياه، الذي من خلاله يُظهر يسوع نفسه، في الوقت عينه، طبيبًا للأرواح والأجساد. إن الاحتفال بسرّ المصالحة يعني أن نُضمَّ بذراعين دافئتَين: إنه عناق رحمة الآب غير المتناهية.

كما وتحدث البابا فرنسيس مرات كثيرة عن الرحمة منذ بداية حبريته وقال في القداس الإلهي في بازيليك القديس يوحنا اللاتيران في السابع من نيسان أبريل 2013 قال إن الله يكنّ لنا محبة عميقة جدا، تُمسك بيدنا، تدعمنا وتقود خطانا. إن الله صبور معنا لأنه يحبنا، ولا يتركنا ويغفر لنا.  فالله ينتظرنا دائما عندما نبتعد عنه وهو مستعد لمعانقتنا عندما نعود إليه. وفي رسالته لمدينة روما والعالم احتفالا بعيد الفصح العام الماضي، قال البابا "لندع رحمة الله تجددنا، لنترك يسوع يحبنا، ولنسمح لقوة محبته أن تبدل حياتنا أيضا؛ ونصير أدوات لهذه الرحمة، وقنوات يروي الله من خلالها الأرض، ويحفظ الخلق كله ويزهر العدالة والسلام".

وفي كلمته قبل صلاة التبشير الملائكي في التاسع من حزيران يونيو الفائت، قال البابا إن رحمة يسوع قوة تهب الحياة للإنسان. إن قلب الرب رحوم، ويغفر لنا إذا أريناه جراحنا الداخلية وخطايانا. وفي رسالته العامة الأولى "نور الإيمان" التي تحمل تاريخ التاسع والعشرين من حزيران يونيو 2013، عاد البابا فرنسيس ليتحدث مجددا عن الرحمة، ويدعو لمعانقة رحمة الله. وفي كلمته قبل صلاة التبشير الملائكي في الخامس عشر من أيلول سبتمبر الفائت، قال البابا إن رحمة الله هي القوة الحقيقيّة القادرة أن تخلّص الإنسان والعالم من الخطيئة. يسوع هو الرحمة والحب. كلّ منا هو ذاك الخروف الضائع والدرهم الضائع، كلّ منا هو ذاك الابن الذي فقد حريّته بإتباعه سراب السعادة فأضاع كلّ شيء. لكن الله لا ينسانا والآب لا يتركنا أبدًا، يحترم حريتنا ويبقى أمينًا أبدًا وعندما نعود إليه يستقبلنا كالأبناء في بيته لأنه ينتظرنا دائمًا ويفرح قلبه بكل ابن يعود إليه.

وفي السادس من آذار مارس الجاري، وخلال لقائه كهنة أبرشية روما، قال البابا، إن الكاهن، وعلى صورة الراعي الصالح، هو رجل الرحمة والشفقة، قريب من شعبه وخادم للجميع. وكلّ من جُرح في حياته، بأي شكل كان، يمكنه أن يجد عنده الانتباه والإصغاء، وتظهر هذه الرحمة عند الكاهن بشكل خاص خلال منحه سرّ المصالحة. وفي السابع عشر من الجاري، وفي عظته الصباحية في كابلة بيت القديسة مرتا، قال البابا فرنسيس علينا أن نسامح لنجد الرحمة: هذه هي الدرب التي تحمل السلام إلى قلوبنا والعالم"، مذكرا بكلمات يسوع "كونوا رحماء كما أَنَّ أَباكُم رَحيم".








All the contents on this site are copyrighted ©.