2014-03-20 15:05:28

البابا فرنسيس: القيمة الأولى للعمل هي خير الشخص البشري


استقبل قداسة البابا فرنسيس هذا الخميس في قاعة بولس السادس بالفاتيكان مدراء وعمال شركة مصانع الصُلب في مدينة تيرني الإيطالية ومؤمني الأبرشية، ووجه كلمة ضمّنها تحية للحاضرين لمناسبة الذكرى الثلاثين بعد المائة لتأسيس هذه الشركة، لافتا إلى أن هذا اللقاء يتيح له التعبير عن قربه، وقرب الكنيسة منهم، ومن جميع المصانع في أرضهم ومن عالم العمل بشكل عام. وأضاف البابا أن العمل واقع جوهري للمجتمع والعائلات والأفراد، وأشار إلى أنه يتعلق مباشرة بالإنسان، بحياته، وحريته وسعادته، وذكّر بأن القيمة الأولى للعمل هي خير الشخص البشري، وأكد بالتالي أن ليس للعمل غاية اقتصادية منفعية فحسب إنما غاية تعني الإنسان وكرامته قبل كل شيء. فعندما يغيب العمل تُجرح هذه الكرامة! والعاطل عن العمل مهدد بأن يوضع على هامش المجتمع، ويصبح ضحية التهميش الاجتماعي. وتابع الحبر الأعظم يقول: يحصل مرات كثيرة أن العاطلين عن العمل ـ وأفكر بشباب كثيرين عاطلين عن العمل في يومنا هذا ـ ينزلقون إلى الإحباط المزمن أو اللامبالاة.

تابع البابا فرنسيس: ما عسانا أن نقول أمام المشكلة الخطيرة للبطالة في دول أوروبية عدة؟ هي نتيجة نظام اقتصادي غير قادر على توفير العمل لأنه وضع المال محوره، وأشار إلى أن الفعاليات السياسية والاجتماعية والاقتصادية المتعددة مدعوة لتعزيز نظام مختلف يرتكز إلى العدل والتضامن، كيما يتم، وللجميع، ضمان إمكانية القيام بعمل كريم. وأكد البابا أن العمل خير للجميع، وينبغي أن يكون متوفرا للجميع وأشار إلى أن هذه المرحلة الصعبة المتعلقة بالبطالة ينبغي مواجهتها بوسائل الإبداع والتضامن والنظر للمستقبل بثقة ورجاء. إنه التضامن بين جميع مكونات المجتمع الذي يعتمد أسلوب حياة بسيطا لمساعدة من يعيش في عوز.

أكد البابا فرنسيس أن هذا التحدي يعني الجماعة المسيحية كلها، وقال: لهذا بالذات جئتم اليوم معا، ولهذا أيضا يرتبط التاريخ المعاصر لكنيستكم ارتباطا وثيقا بزيارة الطوباوي يوحنا بولس الثاني إلى مصانع الصلب! وذكّر الحبر الأعظم بأن الالتزام الأولي والدائم هو إنعاش جذور الإيمان والانتماء ليسوع المسيح. فالإيمان ينقل الجبال! وباستطاعة الإيمان المسيحي إغناء المجتمع بفضل الأخوة الملموسة. فالإيمان المقبول بفرح والمُعاش بعمق وسخاء، لهو قادر على منح المجتمع قوة إنسانية. وإننا مدعوون جميعا للبحث دائما عن سبل جديدة للشهادة بشجاعة على الإيمان الحي.

ختم البابا فرنسيس كلمته قائلا: لا تكلّوا أبدا من الرجاء بمستقبل أفضل. ولا تستسلموا أبدا للتشاؤم! فإذا قام كل واحد بدوره، وإذا وضع الجميع الشخص البشري وكرامته محور كل عمل، وإذا تعزز التضامن والتقاسم الأخوي المستوحى من الإنجيل، يمكن الخروج من مستنقع هذا الوضع الاقتصادي والعمالي المضني والصعب. وأوكل البابا الجميع لشفاعة مريم العذراء، لاسيما عالم العمل والعائلات المعانية من المصاعب والأطفال والشباب والمرضى.








All the contents on this site are copyrighted ©.