البابا فرنسيس: "إن واجب المسيحي الأول هو تغذية إيمانه"

"إن واجب المسيحي الأول هو تغذية إيمانه" بهذه النصيحة توجه الأب الأقدس في عظته في القداس الإلهي الذي ترأسه عصر الأحد في رعيّة "سيّدة الصلاة" في سيتّيفيلّيه في ضواحي مدينة روما. أنها الزيارة الخامسة التي يقوم بها البابا فرنسيس لرعيّة من ضواحي روما خلال هذه السنة الأولى من حبريّته، وقد التقى خلالها بالمسنين والأطفال وبجماعة الموعوظين الجدد.

استهل الأب الأقدس عظته انطلاقًا من الإنجيل الذي تقدمه الليتورجية في الأحد الثاني من زمن الصوم حول تجلي يسوع وقال: علينا أن نصغي إلى كلمة يسوع لنعزز إيماننا وننظر إليه لنحضِّر أعيننا لرؤية وجهه في الحياة الأبدية، وأضاف البابا يتساءل: ما هي واجبات المسيحي؟ قد تقولون لي: الذهاب إلى القداس يوم الأحد، الصوم والتقشّف في أسبوع الآلام... لكن واجب المسيحي الأول هو الإصغاء لكلمة الله، الإصغاء ليسوع الذي يكلمنا ويخلصنا بكلمته، ويعزز أيضًا إيماننا ويجعله صلبًا. فهل تصغون إليه؟ هل تكرسون القليل من وقتكم اليومي للإصغاء إلى يسوع وكلمته؟

تابع البابا فرنسيس يقول: إن كلمة يسوع هي أقوى غذاء للروح، ولذلك علينا أن نغذي بها إيماننا يوميًّا، ومن ثم شجع الأب الأقدس المؤمنين على قراءة الإنجيل واصطحاب نسخة منه معهم على الدوام على مثال الشهداء الأوائل لأن القراءة اليومية للإنجيل تسمح لكلمة يسوع بالدخول إلى القلب وتجعلنا ثابتين وأقوياء في الإيمان. بعدها تحدث الأب الأقدس عن أهميّة تنقية أعيننا وتحضيرها للحياة الأبدية وقال: كل منا مدعو للإصغاء لكلمة يسوع وعندها يُظهر له يسوع نفسه وبتجلّيه يدعونا للنظر إليه. فالنظر إلى يسوع ينقّي أعيننا ويحضّرها للحياة الأبدية، للرؤية السماوية. وأضاف البابا يقول: قد تكون أعيننا سقيمة لأننا ننظر إلى أشياء كثيرة غير يسوع وأحيانًا قد تبعدنا عنه أيضًا لأنها أمور دنيوية لا تساهم في تعزيز نور الروح، فيبدأ هذا النور بالانطفاء رويدًا وننتهي في ظلام روحي داخلي. وفي ختام عظته حث الأب الأقدس المؤمنين مجدّدًا على قراءة الإنجيل بالنظر إلى يسوع والتشبه به فيسير العقل والقلب معًا إلى الأمام في مسيرة الرجاء.

وفي ختام الذبيحة الإلهية التقى الأب الأقدس بجماعة الموعوظين الجدد في الرعية ونوّه بـ "التزامهم في السير إلى الأمام" لأن "الله قد خلّص شعبه من خلال المسيرة" وقال: "لا تتوقفوا أبدًا عن السير، لأن الذي يتوقف يرقد كمياه المستنقع ويفسد. لذلك علينا أن نتنبّه دائمًا ونطلب المساعدة من الرب، لنسير دائمًا معه هو الذي يدافع عنا ويحمينا خلال مسيرتنا".