2014-03-16 14:35:22

في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي البابا فرنسيس يتحدث عن أهمية الصلاة والإصغاء إلى الرب


كانت عقارب الساعة تشير إلى الثانية عشرة ظهرا عندما أطل البابا فرنسيس من على شرفة مكتبه الخاص في القصر الرسولي بالفاتيكان ليتلو صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين الذين تجمعوا في الساحة الفاتيكانية تحت أشعة شمس ربيعية دافئة. قال البابا: أيها الأخوة والأخوات الأعزاء، صباح الخير. يقدم لنا إنجيل اليوم حدث التجلي وهذه هي المرحلة الثانية من مسيرة زمن الصوم، بعد أن حدثنا إنجيل الأحد الماضي عن تجربة يسوع في البرية. "مَضى يسوعُ بِبُطرسَ ويَعقوبَ وأَخيه يوحَنَّا، فانفَردَ بِهِم على جَبَلٍ عالٍ" (متى 17،1). إن الجبل في الكتاب المقدس يمثّل مكان الاقتراب من الله واللقاء الحميم معه، وهو أيضا مكان الصلاة حيث نكون في حضرة الله. من على هذا الجبل ـ تابع البابا يقول ـ تجلى يسوع أمام التلامذة الثلاثة، وظهر نيّرا وبغاية الجمال. ثم ظهر بعد ذلك موسى وإيليا يتحدثان معه. وقد "أَشَعَّ وَجهُه كالشَّمس، وتَلألأَت ثِيابُه كالنُّور" فشاء بطرس أن يمكث في ذلك المكان وكأنه يريد أن يجسّد هذه اللحظة. وبعدها سُمع صوت الله الآب من العلى يقول "هذا هَو ابنيَ الحَبيبُ الَّذي عَنهُ رَضيت، فلَهُ اسمَعوا".

شدد الحبر الأعظم على ضرورة أن يُصغي المسيحيون اليوم إلى هذه الكلمات لأن الآب يقول لنا نحن أيضا "اسمعوا ليسوع لأنه ابني الحبيب". هذه الكلمات يوجهها الله لنا جميعا وهي بمثابة عون لنا لنسير قدما في درب زمن الصوم. ويجب ألا ننسى أن نسمع يسوع. وقال البابا فرنسيس: إننا كتلاميذ للمسيح مدعوون للإصغاء إلى صوته وأخذ كلماته على محمل الجد. وكي نستمع إلى يسوع يجب أن نكون قريبين منه، وأن نتبعه كما فعلت الحشود في الإنجيل التي سارت وراءه على طرقات فلسطين. وكان يسوع معلما متجولا، يقترح على الناس تعاليمه التي أعطاها إياها الآب. يجب أن نستمع إلى يسوع من خلال كلمته المدونة في الإنجيل. بعدها حث البابا المؤمنين على قراءة الإنجيل كل يوم لأن فيه يوجد يسوع الذي يخاطبنا.

هذا ثم لفت الحبر الأعظم إلى عنصرين هامين انطلاقا من حدث التجلي وهما الصعود والنزول. نحن نحتاج للانفراد بأنفسنا ولصعود الجبل حيث ندخل في واحة من الصمت لنجد ذواتنا ونتمكن من الإصغاء لصوت الرب بوضوح. وهذا ما نفعله من خلال الصلاة. لكن لا يسعنا أن نبقى هناك لأن اللقاء مع الله في الصلاة يحملنا أيضا على النزول من الجبل والعودة إلى السهل حيث نلتقي بالعديد من الأخوة المثقلين تحت أعباء التعب والمرض والظلم والجهل والفقر المادي والروحي. وعلينا أن نحمل لهؤلاء الأخوة ثمار خبرتنا مع الله، أن نتقاسم معهم كنوز النعمة التي نلناها. إن كلمة المسيح ـ قال البابا ـ تنمو بداخلنا عندما نعلنها على الآخرين. هذه هي الحياة المسيحية، إنها مهمة ملقاة على عاتق كل الكنيسة، كل الأشخاص المعمدين: الاستماع إلى يسوع وتقديمه للآخرين.

ودعا الحبر الأعظم المؤمنين للإصغاء إلى صوت الرب خلال هذا الأسبوع وشجعهم مجددا على قراءة الإنجيل واصطحاب نسخة منه على الدوام. وعاد ليؤكد أن رسالة الكنيسة هي مسؤولية ملقاة على عاتق الجميع بدءا من الرعاة ـ الأساقفة والكهنة ـ المدعوين إلى الغوص في احتياجات ومتطلبات شعب الله والاقتراب من الأشخاص الضعفاء والمهمشين. لكن هؤلاء الأساقفة والكهنة يحتاجون إلى صلوات الجماعة المسيحية برمتها كي يتمكنوا من القيام بعملهم الرعوي هذا. بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي حيا البابا وفود الحجاج والمؤمنين القادمين من روما وأنحاء العالم كافة وتمنى للكل أحدا سعيدا وغداء شهيا.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.