2014-03-16 14:34:04

السفير البابوي في سورية يعلق على الأوضاع الراهنة في البلاد مع دخول الحرب عامها الرابع


مع دخول الحرب الأهلية في سورية عامها الرابع أجرى القسم الإيطالي في راديو الفاتيكان مقابلة مع السفير البابوي في دمشق المطران ماريو زيناري الذي تساءل "متى سيأتي الربيع العربي؟ متى سنرى سورية الجديدة التي يطمح إليها الجميع؟" ثم أشار سيادته إلى الإحصاءات المتعلقة بضحايا الحرب والتهجير والدمار والتي تزرع الخوف في القلوب. لكن على الرغم من هذا السيناريو القاتم، شدد الدبلوماسي الفاتيكاني على ضرورة ألا نفقد الثقة والأمل وهذا ما دعا إليه في أكثر من مناسبة البابا فرنسيس، وأكده أيضا أساقفة سورية خلال جمعيتهم العامة الأخيرة إذ شجعوا المؤمنين المسيحيين على الحفاظ على الثقة، والاتكال على قوة الصلاة والشهادة للتضامن في هذه الأوقات الصعبة للغاية.

وفي رد على سؤال عما إذا كان يرغب في توجيه نداء إلى الدبلوماسية الدولية التي يبدو أنها دخلت في مرحلة من الجمود بعد مؤتمر جنيف اثنين قال السفير البابوي في سورية: دعونا نعمل جميعا كي نصل إلى مخرج من هذا الوضع. لا بد من التسلح بشجاعة البحث عن إمكانات جديدة للخروج من هذا النفق المسدود. وأعرب المطران زيناري عن أمله بألا يفقد المجتمع السوري هذه التعددية التي ميزته على مر العصور وقال إن التعايش الذي كان قائما في البلد العربي بين المسلمين والمسيحيين كان تعايشا مثاليا وقد تضرر كثيرا في السنوات الماضية نتيجة التطرف. لكني آمل أن تستعيد سورية هذا التعايش.

أما فيما يتعلق بالمسيحيين فقال الدبلوماسي الفاتيكاني إن هؤلاء تألموا كثيرا شأنهم شأن جميع المواطنين السوريين. فقد تعرضوا للقصف، وأجبروا على النزوح، والتهجير. وكانت السنة الأخيرة من هذا الصراع أصعب من السنتين السابقتين بالنسبة للمسيحيين في بعض المناطق السورية. ومن هذا المنطلق ضم المطران زيناري صوته إلى صوت الأساقفة السوريين الذين شجعوا المسيحيين على البقاء في أرضهم قدر المستطاع. وتابع قائلا إن المسيحيين هم بمثابة نافذة على العالم، مضيفا أنه تحدث إلى عدد من رجال الدين المسلمين الذين أعربوا عن امتعاضهم إزاء التعديات التي تتعرض لها بعض الجماعات المسيحية، وعبروا أيضا عن نبذهم تصرفات التيارات المتطرفة والراديكالية. وهم يريدون أن يبقى المسيحيون في سورية.

في ختام حديثه لإذاعتنا قال السفير البابوي في دمشق إن الصور التي نشاهدها اليوم في سورية تسبب آلاما كبيرة، وهناك العديد من الأشخاص الذين سئموا من هذا الوضع ويرفعون صوتهم ليقولوا "كفى" لهذا الجو من العنف. وآمل أن تتمكن هذه الأغلبية الصامتة، التي لم تُسمع صوتها حتى الآن على جميع المستويات الاجتماعية والسياسية، من الظهور بشكل أقوى في المستقبل العاجل.








All the contents on this site are copyrighted ©.