2014-03-09 13:01:25

في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي البابا فرنسيس يتحدث عن تجارب يسوع


تلا البابا فرنسيس ظهر الأحد صلاة التبشير الملائكي مع وفود من المؤمنين غصّت بهم ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، ووجه كلمة استهلها بالقول: في كل عام يقدم لنا إنجيل الأحد الأول من الصوم إنجيل تجارب يسوع، عندما حل عليه الروح القدس بعد المعمودية في نهر الأردن ودفعه إلى البريّة ليجربّه إبليس، لمدة أربعين يومًا، قبل بدء رسالته العلنية.

تابع الأب الأقدس يقول: لقد حاول المجرب أن يبعد يسوع عن مشروع الآب، أي عن طريق التضحية، درب الحب الذي يقدم ذاته كفارة عن البشر، مقدمًا له طريق سهلاً، درب النجاح والسلطة. تمّت المواجهة بين يسوع والشيطان من خلال تبادل أقوال من الكتاب المقدس. في الواقع، حاول الشيطان أن يبعد يسوع عن درب الصليب مظهرًا له الرفاهية الاقتصادية من خلال إمكانية تحويل الحجارة إلى أرغفة خبز، والأسلوب الاستعراضي العجائبي من خلال فكرة أن يلقي بنفسه من على شرفة الهيكل لتنقذه الملائكة، وأخيرًا من خلال الطريق المختصر للسلطة والتسلُّط مقابل فعل سجود وعبادة للشيطان.

أضاف الأب الأقدس يقول: لقد رفض يسوع قطعيًّا هذه التجارب وأظهر إرادة صلبة في إتباع الدرب التي حددها الآب دون أي تسوية أو مساومة مع الخطيئة ومنطق هذا العالم. وفي أجوبته يذكرنا يسوع أنه "ليسَ بِالخُبزِ وَحدَه يَحيا الإِنْسان بل بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخرُجُ مِن فَمِ الله" (متى 4، 4؛ تث 8، 3) وهذا الأمر يعطينا القوة ويعضدنا في جهادنا ضد ذهنية العالم التي تضع الإنسان على مستوى الحاجات الأوليّة وتفقده الجوع لما هو حقيقي وصالح أي الجوع لله ومحبته. يذكرنا يسوع أيضًا أنه كتب: "لا تُجَرِّبَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ"، لأن درب الإيمان تمر أيضًا عبر الظلام والشك وتتغذى بالصبر والانتظار المثابر، ويذكرنا أخيرًا أنه كتب: "لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسجُد وإياه وَحدَه تَعبُد"، أي أنه علينا أن نتخلص من الأصنام والأشياء غير الضرورية لنبني حياتنا على الجوهري. وأضاف البابا يقول: إن كلمات يسوع هذه تجد تأكيدها وتتجسّد من خلال أعماله. وأمانته الكاملة لمشروع حب الله ستقوده بعد ثلاث سنوات تقريبًا إلى تصفية حساب نهائي مع "أمير هذا العالم" (يو 16، 11)، إلى ساعة الآلام والصليب، حيث سيحقق يسوع انتصاره النهائي: انتصار الحب!

وختم البابا فرنسيس كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي بالقول: أيها الإخوة الأعزاء، يشكل زمن الصوم فرصة مناسبة لنا جميعًا لنقوم بمسيرة توبة في ضوء نص الإنجيل هذا. لنجدد وعود معموديتنا ولنكفر بالشيطان وبجميع أعماله وإغراءاته ولنسر على دروب الله لنصل إلى الفصح بفرح الروح! وبعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي، حيا الأب الأقدس المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس وقال: أتمنى لكم جميعًا مسيرة صوم مثمرة وأسألكم أن تصلوا من أجلي ومن أجل معاونيّ في الـ"كوريا" الرومانية لأننا سنبدأ في هذا المساء أسبوع الرياضة الروحية.








All the contents on this site are copyrighted ©.