2014-03-06 15:14:48

البابا فرنسيس في قداس أربعاء الرماد: دعوة لتوبة القلب. صوم صلاة وصدقة


ترأس قداسة البابا فرنسيس عصر أمس الأربعاء القداس الإلهي في بازيليك القديسة سابينا في روما، وألقى عظة استهل كلماتها الأولى من سفر النبي يوئيل "مزّقوا قلوبكم لا ثيابكم" وقال: من خلال هذه الكلمات، تُدخلنا ليتورجية اليوم في زمن الصوم، من خلال الإشارة لتوبة القلب، ميزة زمن النعمة هذا. وأكد الحبر الأعظم أن هذه الدعوة هي تحدّ لنا جميعا، وتذكّرنا بأن التوبة لا تقتصر على أشكال خارجية، إنما تشمل الحياة كلها وتحوّلها، بدءا من ضمير الإنسان، وأضاف: إننا مدعوون للقيام بهذه المسيرة التي نجتهد من خلالها لفتح الأعين والآذان، ولاسيما القلب، للذهاب أبعد من ذاتنا.

أشار البابا في عظته يوم أربعاء الرماد للانفتاح على الله والإخوة، وقال: نعيش في عالم "اصطناعي" أكثر فأكثر، حيث نستبعد الله عن أفقنا. ويدعونا الصوم لنتذكّر بأننا مخلوقات ولسنا الله. وأكد الحبر الأعظم أن مسيرة التوبة نحو الفصح تتضمن الصليب والتجرد، وأضاف: يشير إنجيل اليوم لعناصر المسيرة الروحية هذه، ألا وهي الصلاة، الصوم والصدقة. وتقتضي جميعها بألا نجعل الأشياء الظاهرية تتحكّم فينا. وذكّر البابا فرنسيس بأن الصلاة هي قوة المسيحي وكل إنسان مؤمن. ففي هشاشة حياتنا، نستطيع التوجه نحو الله بثقة الأبناء وندخل في شركة معه. وأمام جراحات كثيرة تؤلمنا وقد تقسّي قلبنا، نحن مدعوون للغوص في بحر الصلاة، بحر محبة الله غير المتناهية، كي نتذوق حنانه. إن الصوم زمن صلاةٍ ـ تابع البابا قائلا ـ صلاة أكثر عمقا وقدرة على حمل احتياجات الأخوة، والتشفع لدى الله من أجل أوضاع الفقر والألم.

تحدث الحبر الأعظم بعدها عن الصوم، أي العنصر الثاني في هذه المسيرة الروحية، ودعا للتنبه من عدم ممارسة صوم شكلي وقال إن للصوم معنى عندما يساعدنا لعيش حياة السامري الصالح الذي يحنو على الأخ المحتاج ويعتني به. ويتطلب الصوم اختيار حياة بسيطة ويساعدنا على تمرين القلب على ما هو جوهري وعلى المقاسمة. هو علامة وعي الضمير والمسؤولية أمام المظالم، لاسيما إزاء الفقراء والصغار، وهو علامة الثقة التي نضعها مجددا بالله وبعنايته. وتابع البابا عظته متوقفا عند الصدقة، أي العنصر الثالث في مسيرة الصوم، وقال إنها تدل على المجانية، إذ في الصدقة نعطي أحدا لا ننتظر شيئا منه بالمقابل، وأضاف: على المجانية أن تكون إحدى ميزات المسيحي الذي، وإذ يدرك أنه نال كل شيء مجانا من لدن الله، أي بدون أي استحقاق، يتعلّم أن يعطي الآخرين بمجانية. وأضاف الحبر الأعظم: ليست المجانية في يومنا الحاضر جزءا من الحياة اليومية، حيث كل شيء يباع ويشترى. وكل شيء يُحسب. إن الصدقة تساعدنا كي نعيش مجانية العطاء، التي هي تحرّر من هاجس التملّك، وخوفِ خسارة ما لدينا، وحزن من لا يريد مقاسمة خيراته مع الآخرين.

وفي ختام عظته في بازيليك القديسة سابينا في روما لمناسبة أربعاء الرماد، قال البابا فرنسيس إن الدعوة التي يوجهها الرب لنا من خلال كلمات النبي يوئيل لهي قويّة وواضحة "ارجعوا إليّ بكل قلوبكم" وأضاف: إن الصوم يذكّرنا بأنه من الممكن تحقيق شيء جديد في أنفسنا ومن حولنا لأن الله أمين وغني بالمراحم ومستعد دائما ليغفر ويبدأ من جديد. فلنسر متكلين على هذه الثقة البنوية.








All the contents on this site are copyrighted ©.