2014-03-05 14:48:49

رسالة بطريرك السريان الكاثوليك لمناسبة زمن الصوم المقدس


تحت عنوان "هوذا الآن وقت مقبول، هوذا الآن يوم خلاص"، وجه بطريرك السريان الكاثوليك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان رسالته لزمن الصوم المقدس، قال فيها إن الصوم وقت مقبول وفرصة سانحة، لنتعمّق في معنى هويتنا المسيحية وقيمتها، كما هو فرصة لتجديد حياتنا مع الربّ بالصوم والصلاة وممارسة أعمال الرحمة. إنه مناسبة فريدة للالتزام الروحي والتقشّفي العميق القائم على نعمة المسيح الذي يجدّد لنا الدعوة "توبوا وآمنوا بالإنجيل". زمن الصوم مسيرة ارتداد بالروح القدس، نلاقي خلالها الله في حياتنا، إذ نلتقي معاً إخوة وأخوات بالمسيح. وكما اقتاد الروح القدّوس ربَّنا يسوع إلى البرية ليصوم أربعين يوماً ويجرَّب من إبليس، ويختم صومه بانتصاره الرائع على المجرِّب، هكذا يقود الروحُ الكنيسةَ في الزمن، ويهدي خطانا في صحراء هذا العالم، وبخاصة في زمن الصوم، لنختبر مع المسيح نقصنا وضعفنا، وحاجتنا إلى التوبة والتجدّد.

أضاف البطريرك يونان أن الصوم عودة إلى الله بسماع كلامه والتوبة إليه، نرجع إلى الله بسماع كلامه من أجل تسليط أنواره على حياتنا، فنكتشف ما شابها من نقائص، ومن أجل تثقيف عقولنا وضمائرنا بالمبادئ التي تنير سبيلنا ومسلكنا. إنّه زمن التوبة والاعتراف بخطايانا، لتتمّ مصالحتنا البنوية مع الآب السماوي. عندئذٍ نعيش فرحين فصح الرب بالعبور إلى حياة جديدة أنعمت بها علينا قيامة المخلص. يتلازم الصوم مع الصلاة، فهي وحدها تقوّينا لنغلب تجربة اليأس ونقوى على مرارة الفشل أمام المصاعب والمحن والأوجاع والشعور بالفراغ الروحي الذي نظنّه ناتجاً عن "صمت" الله في حياة البشر. إنّ الصوم يدعونا لممارسة الصدقة لننمو في المحبّة ولنتعرّف إلى يسوع ذاته في الفقراء.

وتابع بطريرك السريان الكاثوليك رسالته لزمن الصوم المقدس قائلا: نسأل ربّنا يسوع المسيح، ملك السلام، كي يبسط سلامه في العالم، وبخاصّة في بلادنا المشرقية. نصلّي من أجل سوريا التي تتقاذفها أمواج العنف والبغضاء بعبثية مخيفة، وتنزف دماً ودماراً وخراباً، نصلّي من أجل العراق الذي طالت معاناته وازدادت آلامه، نصلّي من أجل لبنان المهدَّد بالعنف الطائفي البغيض والتشنّجات ومخاطر البطالة والهجرة، نصلّي من أجل السلام المبني على الحق والعدل في الأراضي المقدّسة، وفي مصر، ونصلّي من أجل الأردن، وتركيا، وسائر بلاد الشرق، كما ندعو لكنيستنا في عالم الانتشار أن تبقى راسخةً في الإيمان، شاعرةً بآلام الكنيسة الأمّ وأولادها، ومدركةً الأخطار التي تهدّد وجودها. ونصلّي لترفرف في العالم برمّته رايات المحبّة والسلام والأمان والاستقرار.








All the contents on this site are copyrighted ©.