2014-03-02 14:16:17

في كلمته قبل صلاة التبشير الملائكي البابا فرنسيس يتحدث عن العناية الإلهية


تلا البابا فرنسيس ظهر الأحد صلاة التبشير الملائكي مع وفود من المؤمنين غصّت بهم ساحة القديس بطرس على الرغم من رداءة الطقس، ووجه كلمة سلط الضوء فيها على العناية الإلهية، وقال إن أشعيا النبي يقدّمها من خلال صورة محبة الأم الممتلئة حنانا "أتنسى المرأةُ رضيعَها فلا ترحمُ ابنَ بطنِها؟ حتى ولو نسيتِ النساءُ فأنا لا أنساك"، وأضاف الحبر الأعظم يقول: ما أجمل ذلك! فالله لا ينسانا، لا ينسى أحدا منا، إنه يحبنا ولا ينسانا، وأشار إلى أن هذه الدعوة للثقة بالله موجودة في إنجيل متى "انظروا إلى طيورِ السماءِ ـ يقول يسوع ـ كيف لا تزرعُ ولا تحصدُ ولا تخزُنُ في الأهراء، وأبوكُم السماويّ يرزقُها... اعتبروا بزنابق الحقلِ كيف تنمو، فلا تجهدُ ولا تغزِل. أقولُ لكم إن سليمانَ نفسَه في أبهى مجدهِ لم يلبَسْ مثلَ واحدةٍ منها".

تابع البابا فرنسيس كلمته قائلا: من خلال التفكير بأشخاص كثيرين يعيشون في ظروف غير مستقرة، أو حتى في بؤس يهين كرامتهم، فإن كلمات يسوع هذه قد تبدو خيالية وهمية، ولكنها في الواقع آنية أكثر من أي وقت مضى! فهي تذكّرنا بأنه لا يمكن أن نخدم سيديْن: الله والمال. فما دام كل واحد يسعى ليجمع لنفسه، لن تكون هناك عدالة أبدا. أما إذا طلبنا معا ملكوت الله، متكلين على عنايته، فلن يفتقر أحد لما هو ضروري للعيش بكرامة. وأكد البابا أن القلب الذي يسوده جشع التملّك هو قلب لا مكان فيه لله. أما إذا أعطينا المكان الأول لله، فمحبته تقودنا لأن نتقاسم الثروات أيضا ونضعها في خدمة مشاريع للتضامن والنمو، كما تُظهر أمثلة كثيرة في تاريخ الكنيسة.

أشار الحبر الأعظم إلى أن الطريق التي دلّ إليها يسوع قد لا تبدو واقعية كثيرا مقارنة بالذهنية المنتشرة ومشاكل الأزمة الاقتصادية؛ أما إذا فكّرنا جيدا فإنها تقودنا إلى سلّم القيم الصحيح. فيسوع يقول لنا "أليستِ الحياةُ أعظمَ من الطعامِ والجسدُ أعظمَ من اللباس؟ وأضاف البابا: لئلا يُحرم أحد من الخبز، الماء، اللباس، البيت، العمل والصحة، على الجميع الاعتراف بأنهم أبناء الآب الذي في السماوات، وبالتالي بأنهم أخوة، والتصرف بناء على ذلك. وأشار الحبر الأعظم إلى أنه ذكّر بذلك في رسالته لليوم العالمي للسلام في الأول من كانون الثاني يناير بعنوان "الأخوّة هي الطريق نحو السلام".

وفي ضوء كلمة الله في هذا الأحد، ختم البابا فرنسيس كلمته قائلا: نتضرّع لمريم العذراء أم العناية الإلهية، ونكل إليها حياتنا، مسيرة الكنيسة والبشرية. ونطلب شفاعتها أيضا لنعيش جميعا حياة بسيطة، متنبّهين لاحتياجات الأخوة الأشد عوزا.








All the contents on this site are copyrighted ©.