2014-02-24 15:30:16

البابا فرنسيس: كل شفاء وكل مغفرة خطايا يعيداننا إلى الكنيسة


"إتباع يسوع ليس فكرة وإنما هو إقامة مستمرّة في الكنيسة، المكان الذي يعيدنا إليه المسيح دائمًا عندما نبتعد عنه" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الاثنين في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان.

استهل الأب الأقدس عظته انطلاقًا من الإنجيل الذي تقدمه لنا الليتورجية اليوم من القديس مرقس الذي يخبرنا عن رجل جاء إلى يسوع يطلب منه شفاء ابنه من روح نجس، وقال: خرج هذا الرجل من الجمع وأتى إلى يسوع وهو يرجو به فوق كل رجاء، فأشفق عليه يسوع وانتهر الروح وأخرجه من الصبي ثم انحنى عليه وأخذه بيده وأقامه. إن تصرّف يسوع هذا يجعلنا نفكّر. فيسوع عندما يشفي لا يترك الإنسان الذي شفاه وحده، فهو ليس ساحرًا أو مشعوذًا يقوم بعمله ويذهب، لا لأن يسوع وبعد الشفاء يعيدُ الإنسان دائمًا إلى مكانه ولا يتركه في الطريق.

تابع البابا فرنسيس يقول: هذا هو التعليم! فيسوع يعيدنا دائمًا إلى البيت ولا يتركنا أبدًا وحيدين في الطريق. والإنجيل مليء بالأمثلة التي تخبرنا عن تصرفات يسوع هذه كـ قيامة العازر وإحياء ابنة يائير وإحياء ابن الأرملة، وإنما أيضًا مثل الخروف الضال ومثل الدرهم الضائع. فيسوع لم يأت من السماء فقط إنه ابن شعب أيضًا، هو الوعد الذي قطعه الله للشعب، وهويّته هي انتماؤه لهذا الشعب الذي بدأ مع إبراهيم مسيرته نحو أرض الميعاد. وتصرفات يسوع هذه تعلمنا أن كل شفاء وكل مغفرة خطايا يعيداننا إلى شعبنا، إلى الكنيسة.

وأضاف الحبر الأعظم يقول: يسوع يغفر دائمًا وتصبح تصرفاته بالنسبة لكثيرين "ثورويّة" و"لا يمكن شرحها" لاسيما عندما تطال مغفرته أولئك الذين ابتعدوا "كثيرًا" كـ متى العشّار وزميله زكّا. ويسوع، تابع البابا مشدّدًا، عندما يغفر يعيدنا إلى البيت، ولذا لا يمكننا أن نفهم يسوع خارج شعب الله كما وأنه لا يمكننا أن نحب المسيح بدون الكنيسة ولا أن نتبع المسيح على هامش الكنيسة، لأنه وكما يؤكد البابا بولس السادس: "المسيح والكنيسة متحدان" وفي كل مرة يدعو فيها يسوع شخصًا ما هو يدعوه إلى الكنيسة ويقوده إليها.

وختم البابا فرنسيس عظته بالقول: لذلك فتصرفات يسوع وحنانه هذا يجعلانا نفهم أن إتباعنا للمسيح ليس مجرد فكرة وإنما هو إقامة مستمرّة في البيت. وكل من ابتعد عن البيت بسبب ضعف أو خطيئة ما، هو يعرف الآن أن الخلاص يكمن بالعودة إلى البيت: مع يسوع في الكنيسة. وهكذا يدعونا الرب، لنعود على شعبه، إلى قلب العائلة، إلى أحضان أمنا الكنيسة المقدسة!








All the contents on this site are copyrighted ©.