رسالة البابا فرنسيس بمناسبة انعقاد منتدى حول الدستور العقائدي في الليتورجيا المقدسة

ينظم مجمع العبادة الإلهية وتنظيم الأسرار منتدى حول الدستور العقائدي في الليتورجيا المقدسة إحياء للذكرى الخمسين لهذه الوثيقة المجمعية التي نشرها خادم الله البابا بولس السادس في الرابع من كانون الأول ديسمبر من العام 1963. وللمناسبة وجه الأب الأقدس رسالة لعميد هذا المجمع الكاردينال أنطونيو كانيزاريس يوفيرا كتب فيها: إن الدستور العقائدي حول الليتورجيا المقدسة وتطور التعاليم اللاحقة سمحا لنا بأن نفهم الليتورجيا في ضوء الوحي الإلهي، كـ"ممارسة لوظيفة يسوع المسيح الكهنوتيّة" التي من خلالها "يتم عمل العبادة العامة الكاملة بواسطة جسد يسوع المسيح السريّ رأسًا وأعضاءً" (دستور عقائدي في الليتورجيا المقدسة عدد 7). فالمسيح يظهر المحور الحقيقي لكل احتفال، وهو "يتعاون دائماً وكنيسته، عروسه الحبيبة، التي تبتهل إليه على أنّه سيّدها، وبه تتقدّم بالعبادة إلى الآب الأزليّ" (عدد 7). وهذا العمل الذي يتمّ بقوة الروح القدس يمتلك قوة خلاقة عميقة قادرة على جذب كل إنسان إليها لا بل الخليقة بأسرها.

تابع البابا فرنسيس يقول إن الاحتفال بالعبادة الروحية الحقيقيّة يعني أن نقدم أنفسنا ذبيحة حيّة مقدسة مرضيّة عند الله (راجع روم 12، 1). فإن ابتعدت الليتورجيا عن العبادة الروحيّة واجهت خطر الفراغ والابتعاد عن أصولها المسيحيّة. ولكن بكونها عمل المسيح، تدفعنا الليتورجيا من الداخل لنلبس عواطف المسيح، وفي هذه الديناميكية يتحوّل الواقع بأسره، "فيصبح عيشنا اليومي بجسدنا وفي الأشياء الصغيرة مستوحى ومغمورًا بالواقع الإلهي، ويصبح عملاً مع الله. وهذا لا يعني أنه علينا أن نفكر دائمًا بالله وإنما علينا أن نسمح لحقيقة الله أن تدخل فينا، فتصبح حياتنا بأسرها ليتورجيا وعبادة" (كلمة البابا بندكتس في إكليريكيّة روما في 15 شباط 2012).

أضاف الأب الأقدس يقول: بالإضافة إلى الشكر لله على ما تم إنجازه، من الضروري أن نتمتع بإرادة متجددة بالسيّر إلى الأمام في المسيرة التي حددها آباء المجمع، لأنه لا يزال أمامنا الكثير لنقوم به من أجل استيعاب صحيح وكامل للدستور العقائدي في الليتورجيا المقدسة من قبل المعمدين والجماعات الكنسيّة. وختم الأب الأقدس رسالته شاكرًا جميع الذين عملوا على تنظيم هذا المنتدى ومنح الجميع فيض بركاته الرسوليّة.