2014-02-13 15:36:12

البابا يستقبل أساقفة بلغاريا في زيارتهم التقليدية للأعتاب الرسوليّة


استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الخميس في القصر الرسولي بالفاتيكان أساقفة بلغاريا الكاثوليك في زيارتهم التقليدية للأعتاب الرسوليّة، وللمناسبة وجه الأب الأقدس كلمة شكر فيها الله على التزام الأساقفة والكهنة والرهبان ومعلّمي التعليم المسيحي والمؤمنين العلمانيين في بلغاريا وعلى النشاطات والمبادرات التي يقومون بها والتي تشير إلى حيويّة الإيمان الكاثوليكي في البلاد.

قال الأب الأقدس إن هذه المبادرات تؤكد أن الجماعات الكاثوليكية، التابعة للكنيسة الكاثوليكية اللاتينية أو للكنيسة الكاثوليكيّة البيزنطيّة، تحمل بالتزام رسالتها بالشهادة للقيم الأخلاقية الطبيعية ولإنجيل المسيح في مجتمع مطبوع بالعديد من الفراغات الروحيّة التي خلّفها النظام الملحد السابق والقبول التلقائي لنماذج ثقافيّة تطغى عليها أشكال من المادية العمليّة. أدعوكم للسير بشجاعة على هذه الدرب، وللعمل في بلادكم على تحقيق ذلك التحول الرسولي الذي دُعيت الكنيسة لتحقيقه في العالم بأسره. وهذا يتطلب ارتدادًا روحيًّا وراعويًا يبدأ بالتيقُّن بأننا جميعًا، وبقوة المعمودية، تلاميذ مرسلون من قبل الرب لإعلان البشارة بفرح. ولهذا الالتزام الرسولي المتجدد أيضًا بُعدٌ اجتماعي، يجد مرجعيته في العقيدة الاجتماعيّة للكنيسة التي من أولوياتها الاهتمام الاجتماعي بالفقراء والالتزام من أجل الخير العام والسلام الاجتماعي. لذلك من الأهميّة بمكان، في هذا الصدد، أن تعترف المؤسسات المدنيّة بدور الكرسي الرسولي كسلطة روحيّة وأخلاقية في داخل الجماعة الدولية وتقدّر بشكل إيجابي حضور الكنيسة الكاثوليكيّة في  الأمة البلغاريّة والمساهمة التي تقدمها في خدمة الخير العام وتقدم البلاد.

تابع الأب الأقدس يقول: أدعوكم لالتزام متجدد وجماعي في تنشئة المؤمنين من خلال تعزيز تعليم مسيحيّ مناسب، بالإضافة إلى اهتمام خاص براعوية الشباب والدعوات، للمساهمة في نضوج الإيمان والانفتاح السخي نحو آفاق رسوليّة. إن جماعاتكم تعيش وتعمل إلى جانب جماعات الكنيسة البلغارية الأرثوذكسيّة. ولذا أسألكم أن تحملوا تحياتي للبطريرك نيوفيت الذي سيحتفل بعد بضعة أيام بالذكرى السنوية الأولى لانتخابه، وأدعوكم لمواصلة الجهود في تعزيز حوار أكثر أخوة مع الكنيسة الأرثوذكسيّة. ففي الإصغاء المشترك والمصلّي لكلمة الله، أتمنى أن تنفتح قلوب الجميع وعقولهم فيصبح الرجاء ملموسًا بأننا سنتمكن من الاحتفال معًا بالذبيحة الافخارستية، متذكرين كلمات ربنا الذي في ليلة إقباله على الموت، رفع الصلاة إلى الآب من أجل تلاميذه: "لِيَبلُغوا كَمالَ الوَحدَة ويَعرِفَ العالَمُ أَنَّكَ أَنتَ أَرسَلتَني" (يو 17، 23). وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول: أيها الإخوة الأعزاء، أَكِلُ لمريم العذراء الكلية القداسة وللقدّيسَين كيرلُّس وميتوديوس مُبشرَي الشعوب السلافيّة، وللطوباوي إيفغاني بوسيلكوف الأسقف والشهيد، آمالكم واهتماماتكم، مسيرة كنائسكم ونمو بلادكم.








All the contents on this site are copyrighted ©.