2014-02-10 13:24:11

عشية الذكرى السنوية الأولى لاستقالة بندكتس السادس عشر الأب لومبادري يقول إن البابا راتزنغر يعيش حياة من الصلاة والتأمل والقراءة


عشية الذكرى السنوية الأولى لاستقالة البابا الفخري بندكتس السادس عشر في الحادي عشر من شباط فبراير 2013 اليوم الذي أعلن فيه البابا راتزنغر عن هذا القرار مفاجئا العالم بأسره، أجرى القسم الإيطالي في إذاعة الفاتيكان مقابلة مع مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي الأب فدريكو لومباردي الذي أشار إلى أن هذا القرار لم يتخذه أي حبر أعظم على مدى القرون الماضية لكنه لفت إلى أن الأشخاص المقربين من البابا بندكتس السادس عشر استشعروا بأنه كان في صدد اتخاذ قرار من هذا النوع خصوصا وأنه سبق أن لمح إلى هذه الفرضية في المقابلة التي أجراها معه الصحفي الألماني بيتر سيفالد. وخلال الإعلان عن هذا القرار شرح البابا راتزنغر الأسباب التي حملته على الإقدام على هذه الخطوة بطريقة واضحة ومقتضبة.

وفي رد على سؤال حول كيفية "تعايش" بابوين مع بعضهما أوضح الأب لومباردي أن الحبرية هي خدمة وليست سلطة وبالتالي إن الشخص الذي مارس خدمته يُدرك جيدا أن عليه أن يفسح المجال لخلفه لأن يؤدي هذه الخدمة بدوره. وهناك تضامن روحي عميق بين خدّام الله الذين يبحثون عن خير شعب الله في إطار خدمة الرب. وفيما يتعلق بتشديد البابا بندكتس السادس عشر على أهمية الصلاة، ذكّر الأب لومباردي بأنه عندما كان يزور الحبر الأعظم كان يقدّم له هذا الأخير السبحة الوردية ويحدّثه عن أهمية ألا يتوقف الكهنة عن الصلاة، لأن الصلاة ضرورة ملحّة بالنسبة للجميع، لاسيما الأشخاص الذين كرسوا ذواتهم لخدمة الرب.

بعدها أشار مدير دار الصحافة الفاتيكانية إلى أن البابا الفخري بندكتس السادس عشر يعيش حياة هادئة بعيدة على الأضواء وتفتقر إلى أي بعد عام. لكن هذا الأمر ـ تابع يقول ـ لا يعني أنه يعيش في عزلة لأنه يقوم بالنشاطات الاعتيادية كأي شخص متديّن ومتقدم في السن: إنه يعيش حياة من الصلاة والتأمل والقراءة كما أنه يرد على الرسائل التي يتلقاها، ويلتقي ويتحاور مع الأشخاص المقربين منه ومن يطلبون منه النصائح والتوجيهات الروحية. هذا ثم ذكّر الأب لومباردي بأن البابا الحالي فرنسيس التقى غير مرة مع سلفه بندكتس السادس عشر مشيرا إلى الصور الفوتوغرافية الجميلة التي ظهر فيها الرجلان يصليان جنبا إلى جنب وهي تشكل علامة مشجعة لاستمرارية الخدمة البطرسية من أجل الكنيسة.

في ختام حديثه لإذاعتنا أكد مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي بأنه يشعر بوجود البابا بندكتس السادس عشر، مشيرا إلى أنه يفكر بأهم وأبرز المسنين في تاريخ الكنيسة والتاريخ المقدس، وقال: أفكر بنوع خاص بسمعان الذي رأى يسوع في الهيكل ونظر بفرح كبير إلى مصيره الأبدي ومستقبل الجماعة التي تواصل السير على طرقات هذا العالم. وختم قائلا: هذا هو بالنسبة لي بندكتس السادس عشر. إنه المسن الكبير، العاقل والحكيم، إنه أيضا القديس الذي يضفي علينا شعورا من الهدوء الروحي. لقد حافظ على ابتسامته الاعتيادية ويدعونا جميعا إلى متابعة مسيرتنا بثقة وأمل.








All the contents on this site are copyrighted ©.