2014-02-05 14:10:15

في مقابلته العامة مع المؤمنين البابا فرنسيس يتحدث عن سرّ الإفخارستيا


أجرى قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان واستهل تعليمه الأسبوعي بالقول: يجد سرّ الافخارستيا مكانه في قلب أسرار "التنشئة المسيحية" ويشكل مصدر حياة الكنيسة. في الواقع، من سرّ المحبة هذا تنبع كل مسيرة أصيلة للإيمان والشركة والشهادة.

تابع البابا فرنسيس يقول: إن ما نراه عندما نجتمع للاحتفال بسرّ الافخارستيا، يجعلنا نتوقع ما سنعيشه. ففي وسط المكان المخصص للاحتفال نجد المذبح، وهو مائدة عليها غطاء تجعلنا نفكر بمأدبة كبرى. على المائدة صليب يشير إلى أنه على هذا المذبح ستُقدّم ذبيحة المسيح: إنه الغذاء الروحي الذي سنأخذه هناك تحت شكليّ الخبز والخمر. بالقرب من المائدة يقوم المنبر، وهو المكان الذي تُعلَن منه كلمة الله: وهذا يشير إلى أنه في هذا المكان نجتمع لنصغي إلى الرب الذي يتكلم من خلال الكتب المقدسة، ولذا فالغذاء الذي سنتناوله هو أيضًا كلمته.

تابع الأب الأقدس يقول: كلمة وخبز يصبحان في القداس كيانًا واحدًا، تمامًا كما في العشاء الأخير، عندما تلخّصت كلمات يسوع كلُّها وجميعُ العلامات التي قام بها، في علامة كسر الخبز وتقدمة الكأس، استباقًا لذبيحة الصليب، وفي تلك الكلمات: "خذوا كلوا هذا هو جسدي... خذوا اشربوا هذا هو دمي". إن العلامة التي قام بها يسوع في العشاء الأخير هي الشكر الأخير للآب على محبته ورحمته. وكلمة "شكر" باللغة اليونانية هي كلمة "إفخارستيا". لذلك فكلمة إفخارستيا تلخص هذه العلامات كلها، والتي هي فعل الله والإنسان معًا، فعل يسوع المسيح الإله الحق والإنسان الحق. فالاحتفال الافخارستي إذًا هو أكثر من مجرد وليمة بسيطة: إنه ذكرى فصح يسوع، سرّ الخلاص الجوهري. وكلمة "ذكرى" لا تعني تذكارًا فقط، وإنما تعني أنه في كلّ مرّة نحتفل بهذا السرّ نشترك بسرّ آلام المسيح وموته وقيامته. فالافخارستيا تشكل ذروة عمل الله الخلاصي: الرب يسوع صار خبزًا وكُسر لأجلنا، وفي الواقع هو يفيض علينا رحمتَه كلَّها ومحبّتَه فيجدّد هكذا قلوبنا وكياننا وطريقة تواصلنا معه ومع الإخوة. ولذلك، نقول عادة عندما نتقدّم من هذا السر أننا "ننال الشركة" أو "نشترك": فبقوة الروح القدس، تجعلنا المشاركة بمائدة الافخارستيا نتشبه بالمسيح بشكل فريد وعميق، وتجعلنا نتذوق منذ الآن ملء الشركة مع الآب التي ستميّز الوليمة السماوية، حيث مع جميع القديسين سنفرح بمشاهدة الله وجهًا لوجه.

وختم الأب الأقدس تعليمه الأسبوعي بالقول: أصدقائي الأعزاء، لن نتمكن أبدًا من أن نشكر الرب بشكل كاف على الهبة التي منحنا إياها في سرّ الافخارستيا! ولن نتمكن أبدًا من فهم قيمته وغناه بالكامل. لنطلب من الله إذًا أن يحافظ هذا السرّ على حضور المسيح حيًّا في الكنيسة ويصوغ جماعاتنا بالمحبة والشركة بحسب قلب الآب.








All the contents on this site are copyrighted ©.