2014-01-30 12:53:58

الكاردينال كومساتري يحتفل بالقداس الإلهي في البازيليك الفاتيكانية مع ممثلين عن مجلس البابا يوحنا بولس الثاني الوطني لمكافحة الربا


احتفل الكاردينال أنجيلو كوماستري، نائب البابا العام على دولة حاضرة الفاتيكان بالقداس الإلهي بعد ظهر أمس الأربعاء في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان مع ممثلين عن المجلس الوطني الإيطالي لمكافحة الربا، والذي يحمل اسم البابا الراحل يوحنا بولس الثاني. تخللت القداس عظة للكاردينال كوماستري استهلها متحدثا عن سيطرة المال ومنطق الربح المادي على مجتمعاتنا المعاصرة ولفت أيضا إلى انتشار ظاهرة الربا التي تشكل إساءة خطيرة إلى الله وانتهاكا جسيما للكرامة البشرية. وقال: لا يسعنا أن نستخدم المال لنزيد من آلام أشخاص يعانون أصلا من الصعوبات والمشاكل. ولا بد من التنديد بشكل واضح وعلني بهذه الممارسات أي الربا ولعب القمار الذي يستغل هشاشة الأشخاص ليسلب منهم ما يملكون ويضعهم تحت نير العبودية.

تابع نيافته مشيرا إلى أن السيد المسيح حمل إلى عالمنا التأكيد على أن كرامة الإنسان غير قابلة للتصرف وهو سينظر إلى تصرفنا حيال الآخرين وسيسأل كل واحد منا: هل ساعدت أخاك؟ هل مددت يد النجدة للمحتاج؟ هل أطعمت الجائع؟ وأكد أن كل ما نفعله لأخوته هؤلاء الصغار فله نفعله (راجع متى 25، 40). لقد أكد يسوع من خلال هذه العبارات أن الله موجود في القريب الضعيف وبالتالي إن اللجوء إلى المال لتضييق الخناق على أخ يواجه صعوبات يشكل ممارسة مقيتة تسيء إلى الله وتلقى أشد التنديد لديه. كما ندد المسيح أيضا بالرجل الغني الذي يجمع المال والثروات وهذا ما شدد عليه أيضا البابا فرنسيس خلال إحدى عظاته الأخيرة، لافتا إلى جهل الأشخاص المتعلقين بالمال! كما يدعونا الحبر الأعظم إلى تغيير نظرتنا للمال والثروات المادية ويحثنا على ممارسة كرازة جديدة بالإنجيل، تضع في المحور قيمة الإنسان، الذي خلقه الله وأحبه فأرسل ابنه الوحيد إلى هذه الأرض ليضع في داخلنا قلب أبناء له. فلنترك يسوع يبدّل قلوبنا، من خلال انفتاحنا على عمل يسوع المخلّص!

بعدها أشاد نائب البابا العام على دولة حاضرة الفاتيكان بالجهود التي يبذلها مجلس البابا يوحنا بولس الثاني الوطني لمكافحة الربا وتوجه إلى الحاضرين في البازيليك البابوية قائلا لهم: أنتم تحررون الأشخاص الذين يستعبدهم الربا؛ أنتم سامريون صالحون تهبون لنجدة الأخوة الذين سرقهم اللصوص؛ أنتم تعبير جميل عن وصية المحبة الأخوية؛ أنتم صفحة جميلة من تاريخ المسيحية. وختم عظته قائلا: واصلوا في كتابة صفحات جميلة في تاريخ المحبة وتذكروا أن الله معكم والعذراء مريم تعضدكم!

 








All the contents on this site are copyrighted ©.