2014-01-24 15:51:37

البابا فرنسيس يستقبل قضاة وموطفي محكمة الروتا الرومانية


استقبل قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الجمعة في قاعة كليمينتينا في القصر الرسولي بالفاتيكان قضاة وموطفي محكمة الروتا الرومانية بمناسبة افتتاح السنة القضائية، وللمناسبة وجه كلمة ترحيبية بضيوفه استهلها بالقول: يقدم لي هذا اللقاء الفرصة لأشكركم على خدمتكم الكنسية الثمينة. وأتوجه بتقديري بشكل خاص لكم يا قضاة محكمة الروتا الرومانية الذين دُعيتم للقيام بمهمتكم باسم خليفة بطرس وبالنيابة عنه.

تابع البابا فرنسيس يقول: إن البعد القانوني والبعد الراعوي للخدمة الكنسيّة لا يتناقضان لأنهما كليهما يساهمان في تحقيق أهداف ووحدة أعمال الكنيسة. يتميّز النشاط القانوني الكنسي بمعنى راعوي عميق لأنه يهدف إلى البحث عن خير المؤمنين وبناء الجماعة المسيحية. ويشكل هذا النشاط نموًا خاصًا لسلطة الحكم الموجه للاهتمام الروحي بشعب الله، وينخرط بشكل كامل في مسيرة الكنيسة ورسالتها. وبالتالي هو خدمة حقيقيّة، أي خدمة لشعب الله من أجل توطيد ملء الشركة بين المؤمنين كأفراد من جهة، وبينهم وبين   الوحدة الكنسيّة من جهة أخرى.

أضاف الحبر الأعظم يقول: أريد الآن أن أقدم لكم صورة القاضي الكنسي. أولاً الناحية الإنسانية: يُطلب من القاضي نضوجًا إنسانيًا يُعبّر عنه من خلال   القضاء الرصين والابتعاد عن وجهات النظر الشخصيّة. فيصبح بإمكانه هكذا أن يُترجم روح الجماعة الذي يميّز جزءً من شعب الله الذي يتوجه إليه عمله ويتمكن من ممارسة عدالة لا تكون قانونية محضة ومجرّدة وإنما تتناسب مع متطلبات الواقع الملموس. لذلك فهو لا يكتفي بمعرفة سطحية لواقع الأشخاص الذين ينتظرون حكمه، بل يشعر بضرورة الغوص في حالة أطراف الدعوة القضائية، ليدرس بعمق الوثائق والعناصر المفيدة للحكم.

الجانب الثاني هو الجانب القانوني: فبالإضافة إلى مستوجبات العقيدة القانونية واللاهوتيّة في ممارسة عمله، يتميّز القاضي بخبرته في القانون والموضوعيّة في الحكم وبالإنصاف، ويحكم بعيدًا عن أي انحياز. أما الجانب الثالث فهو الجانب الراعوي: فبكونه تعبيرًا عن الاهتمام الراعوي  للحبر الأعظم والأساقفة، لا يُطلب من القاضي كفاءة وحسب وإنما روح خدمة حقيقية أيضًا. إنه خادم العدالة، وهو مدعو لمعالجة وإصدار الأحكام في أوضاع المؤمنين الذين يتوجهون إليه بثقة، متشبهًا بالراعي الصالح الذي يهتم بالخروف المجروح. ولذلك تحركه المحبة الراعوية، تلك المحبة التي أفاضها الله في قلوبنا بواسطة "الروح القدس الذي وُهب لنا" (روما 5، 5). فالمحبة – يكتب القديس بولس – "هي رباط الكمال" (كولوسي 3، 14) وتشكل أيضًا روح وظيفة القاضي الكنسي.

وختم الأب الأقدس كلمته بالقول: إن خدمتكم المعاشة بالفرح والطمأنينة اللذين يأتياننا من العمل حيث وضعنا الرب، هي خدمة مميزة لله المحبة، القريب من كل شخص! كونوا رعاةً قبل كل شيء، وعندما تقومون بعملكم القضائي لا تنسوا أنكم رعاة! فخلف كل معاملة وموقف ودعوة قضائية هناك أشخاص ينتظرون العدالة.








All the contents on this site are copyrighted ©.