2014-01-20 12:20:12

البابا فرنسيس يزور رعيّة قلب يسوع الأقدس في روما


زار قداسة البابا فرنسيس عصر أمس الأحد رعيّة قلب يسوع الأقدس في وسط مدينة روما حيث التقى بعدد من المشرّدين واللاجئين والجماعات الراعوية التي تهتم بهم وترافقهم، ومن ثم احتفل بعدها بالذبيحة الإلهيّة مع المؤمنين وجميع الحاضرين الذين تجمعوا لاستقباله.

وصل الأب الأقدس إلى رعيّة القلب الأقدس في تمام الساعة الرابعة من بعد الظهر وتوجه حالاً إلى إحدى صالات الرعية حيث التقى بمجموعة من المشردين، ووجّه لهم كلمة قال فيها: أشكركم على استقبالكم، وأشكركم على الفرح الذي تغمروني به: لقد وجدت الفرح بينكم! أعرف أن الكثيرين منكم لديهم ما يكفيهم من الأسباب كي لا يشعروا بالفرح، لكنني وجدت الفرح بينكم لأنني وجدت بينكم الصداقة والقرب الأخوي، لأني وجدت يسوع، وحيث الصداقة والأخوة والسلام هناك يكون يسوع، ولذلك يمكن للمرء أن يلمس أجواء الفرح.

وأضاف الحبر الأعظم يقول: أعرف أن مشاكلكم كثيرة، وأننا قد لن نتمكن من تحقيق العدالة والسلام بالكامل إذ أن هناك الكثير من الظلم والأمور السيئة في العالم... وإنما هناك أيضًا الرجاء والصداقة وأمور جميلة أخرى... وأنتم تعلمون أنه عندما يشتد ظلام الليل فهذا يعني أن الفجر قد أصبح قريبًا، وهذا الظلام يعني أن الرب، شمس العدالة قد أصبح قريبًا... حافظوا على الرجاء، لأن الرجاء لا يُخيّب أبدًا! أشكركم لأنكم تساعدون بعضكم البعض في السير إلى الأمام. أسألكم أن تصلّوا من أجلي! أحتاج لصلواتكم لأتمكن من خدمة الرب كما يجب!

بعدها انتقل الحبر الأعظم يرافقه كاهن الرعية إلى صالة أخرى حيث التقى بأربعمائة لاجئ قادمين من الصومال والكامرون وإريتريا، أفغانستان والعراق، إيران ومصر وسوريا، ووجه لهم البابا كلمة استهلها بالقول: أشكركم على هذا الاستقبال الدافئ! أشعر وكأنني في بيتي! أشكركم لأنني وجدت بينكم دفئ العائلة! أضاف البابا فرنسيس يقول: لكل منا قصته وعندما أفكر بقصتي أجد أشياءً جميلة جدًا لكنني أجد أيضًا تلك السيئة. وعندما نلتقي في العائلة نتشارك خبرات الأمور الجميلة وكيف تخطينا الأمور السيئة، لكن الأهم هو أننا نتشارك أيضًا آلامنا! لكل منا آلامه، حتى الأب الأقدس يتألم! إنه إنسان وكمطلق أي إنسان يعيش الألم والفرح! لكل منا صليبه، وإنما بمشاركة خبراتنا وبواسطة الإيمان الذي نلناه من آبائنا يصبح حملنا أخف! تابع الحبر الأعظم يقول: لقد التقيت في حياتي بالعديد من الأشخاص الذين يعانون من العطش والجوع، منهم من لم يكن لديهم شيئًا ليأكلوه، لكن البعض الآخر كانوا يملكون كلّ شيء وإنما كانت قلوبهم جائعة وعطشى لأنهم لا يملكون القدرة على الحب وليس لديهم الله! وهذا الجوع وهذا العطش هما أسوء الأنواع وأصعبها! جميعنا جياع! جياع للصداقة وجياع لله! لنقترب إذًا بعضنا من بعض ولنتشارك الغذاء الذي نحتاجه ماديًّا كان أم روحيًّا!

وعند الساعة السادسة ترأس البابا الذبيحة الإلهية وألقى عظة استهلها بالقول: لقد سمعنا في نص الإنجيل عن يوحنا الذي كان يُعمّد وإذ رأى يسوعَ آتِيًا نَحوَه شعر بقوة الروح القدس في داخله وبواجب الشهادة له فنظر إليه وقال: "هُوَذا حَمَلُ اللهِ الَّذي يحمِل خَطيئَةَ العالَم". هذا هو يسوع، هو الذي أتى ليخلّصنا وهو الذي يعطينا قوة الرجاء.  تابع الحبر الأعظم يقول: يسوع هو الحمل الذي يرفع خطيئة العالم. قد نتساءل كيف يمكن لحمل ضعيف أن يرفع هذا الكمّ من الخطايا والشرور؟ بالحب وبالوداعة! فيسوع هو الحمل الوديع المحب القريب من الصغار والفقراء. لقد عاش بينهم، يشفي الجميع، يعلّم ويصلّي. هو الحمل الضعيف لكنه حمل خطايانا كلها. لقد أتى ليغفر ويحمل السلام للعالم والقلوب! إنه حمل الله الذي يقلع الخطيئة من جذورها! هذا هو الخلاص الذي يحققه يسوع بمحبته ووداعته، وعلى الشهادة التي يعطيها يوحنا عن يسوع أن تنمي ثقتنا به.

تابع البابا فرنسيس يقول: غالبًا ما نثق بالطبيب لأنه باستطاعته أن يشفينا، كما وغالبًا ما نثق بإخوتنا وأخواتنا لأننا نعرف أنهم بإمكانهم أن يساعدوننا. من الجيد أن تقوم بيننا هذه الثقة البشرية، وإنما علينا ألا ننسى أن الثقة بالرب هي مفتاح نجاحنا في الحياة. لنثق إذًا بالرب ولنستسلم له قائلين: "انظر يا رب إلى حياتي، أنا أسير في الظلام وأتخبط بين الصعوبات والخطايا! هذا كل ما أملك، لكنني أقدمه لك واستسلم بين يديك!" علينا أن نستسلم له وهو لن يخيبنا أبدًا! يسوع لا يخيبنا أبدًا! وختم الأب الأقدس عظته بالقول: لنتأمل معًا مشهد الإنجيل الذي سمعناه، ولنصغي إلى صوت يوحنا القائل: "هُوَذا حَمَلُ اللهِ الَّذي يحمِل خَطيئَةَ العالَم" ولننظر إلى يسوع بصمت ولنرفع إليه صلواتنا من أعماق قلوبنا. ليرافقنا في مسيرة حياتنا، الرب يسوع الوديع والصالح الذي جاء ليرفع خطايانا.








All the contents on this site are copyrighted ©.