2014-01-13 16:16:29

البابا فرنسيس: محبة الله تُصلح مسيرتنا المعوّجة


"محبة الله تصلح أخطاءنا ومسيرتنا كخطأة لأنها لا تتركنا أبدًا حتى إن لم نتمكن من فهمها بالكامل" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الاثنين في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان.

قال البابا فرنسيس: دعا يسوع بطرس واندراوس، يعقوب ويوحنا بينما كانوا يصطادون فتركوا الشباك للحال وتبعوه. تمحورت عظة الأب الأقدس حول نص الإنجيل الذي تقدمه لنا الليتورجية اليوم من الإنجيلي مرقس حول دعوة الرسل وقال: إن الرب يريد أن يحضّر تلاميذه لرسالتهم الجديدة، وهذا من شيم الله ومحبته، فهو يحضر لنا دروب حياتنا، يحضر مسيرة كل واحد منا، فهو لا يريدنا فقط مسيحيين بالولادة ولذلك يحضّر لنا حياتنا.

تابع البابا فرنسيس يقول: لقد اختار الرب بطرس واندراوس، يعقوب ويوحنا، لكنهم لم يكونوا دائمًا أمناء لهذا الاختيار: لقد خطئوا وأنكروا الرب لاسيما بطرس في الدرجة الأولى أما الآخرون فخافوا وهربوا وتركوا الرب. لكن الرب يُحضِّر، حتى بعد قيامته من الموت تابع مسيرة التحضير هذه وصولاً إلى يوم العنصرة. فالرب يحضرنا منذ أجيال وعندما لا تسير الأمور بشكل جيّد يتدخّل في التاريخ ويصلح الوضع ويسير معنا إلى الأمام. لنتأمل في نسب يسوع المسيح، حتى في تلك اللائحة التي نقرأ فيها: فلان ولد فلان... في لائحة التاريخ هذه نجد خاطئين وخاطئات، لكن نجد أيضًا أن الرب قد تدخل وأصلح المسيرة والأمور. لنتأمل بداود العظيم: خاطئ كبير أصبح فيما بعد قديسًا عظيمًا. فالرب يعرف كل شيء وعندما يقول لنا: "أحببتك حبًّا أبديًّا" فهو يشير إلى هذا التحضير وهذا التدخُّل، فالرب قد صوّرنا منذ أجيال لقد صوّر كلّ واحد منا.

أضاف الحبر الأعظم يقول: يطيب لي أن أفكر أن شعور الرب تجاهنا هو كشعور زوجان ينتظران ولادة طفلهما: إنه ينتظرنا! ينتظرنا دائمًا ويرافقنا في حياتنا. هذا هو حب الله الأبدي لنا: أبديٌّ وملموس! إنه كحب الخزاف لتحفته لأنه يحبنا ويحضر لكل منا طريقه. هذه هي محبة الله لنا! إنه يحبنا منذ الأزل ولن يتركنا أبدًا! لنطلب من الله أن يمنحنا النعمة لنكتشف محبة قلبه وحنانه. وهذا يتطلب منا فعل إيمان لأنه ليس من السهل لنا أن نفهمه خارج إطار الإيمان. فعقلنا يقول لنا: "كيف يمكن للرب أن يفكر بي شخصيًّا مع وجود هذا العدد الكبير من الأشخاص في العالم؟ لقد حضر لي مسيرتي! مع أمهاتنا وجدّاتنا مع آبائنا وأجدادنا... هذا هو الرب وهذه هي محبته: ملموسة وأبديّة. لنصلِّ ولنطلب نعمة فهم محبته لنا! قد لا نفهما أبدًا لأنها محبة نشعر بها ونلمسها بدموعنا وهذا يدلنا كم هي عظيمة! لنطلب من الله نعمة أن نفهم محبته لنا في قلوبنا.








All the contents on this site are copyrighted ©.