2013-12-26 11:22:26

رسالة الميلاد المجيد لبطريرك السريان الكاثوليك "رأينا نجمه في المشرق فأتينا لنسجد له"


تحت عنوان "رأينا نجمه في المشرق فأتينا لنسجد له" وجه بطريرك السريان الكاثوليك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان رسالته لعيد الميلاد المجيد 2013 وقال: ميلاد المسيح، ابن الله، هو الحدث الأعظم والأبهج في تاريخ البشر وتاريخ الخلاص. بفعل محبّة لا يوصف، ينحني الله على إنسانيتنا، فيصير "كلمته" الأزلي بشراً ويسكن بيننا ليرفعنا إليه. بالميلاد أشرق النور على البشرية فنالت الخلاص، وصدح مجد الله في سماء بيت لحم، وترنّم الملائكة بالسلام على الأرض، واستقرّ الرجاء في القلوب. أناشيد الفرح والتهليل تردَّد صداها في أصقاع الأرض، فسمعها الرعاة البسطاء.

ونقلا عن الموقع الإلكتروني لبطريركية السريان الكاثوليك، أضاف غبطته: ميلاد الرب حدث خلاصيّ للعالم برمّته من الخطيئة والخوف والمجهول الذي ينتظرنا، وبخاصّة في هذه الأيّام المضطربة التي يعاني فيها الكثيرون من أبناء كنائسها المشرقية وبناتها ممّا يدور في بلادهم من حروب ومآس واضطرابات. وتابع البطريرك يونان رسالته لعيد الميلاد: ونحن هنا اليوم نواصل هذه المسيرة كما سوانا في كلّ كنائس الأرض. نسير على درب هؤلاء المجوس، يهدينا النجم، والمتمثّل بمحبّة الربّ لنا، هذا النجم الآتي من المشرق، وفي ذلك دلالة ساطعة على حماية الربّ لهذا الشرق مهما طال أمد المحن والضيقات. فلا بدّ للّيل أن ينجلي، ولا بدّ للظلام أن يندثر. نرجو أن يكون لقاؤنا بالمسيح لقاء إيمان وتجدُّد في الرؤية والعيش والمسلك، مثل الرعاة والمجوس، لا مجرّد ذكرى. بل أن ندرك أنه حان وقت الخلاص، وأنّ الرب سيملك على قلوبنا وعقولنا، فينيرها بنوره الخلاصي الوهّاج، فهو "نورٌ من نور"، على حدّ تعبيرنا في قانون الإيمان...

ومما جاء في رسالة البطريرك يونان: نتوجه خاصّة في هذه الأيّام الميلادية بعقولنا وعواطفنا إلى أبنائنا وبناتنا في سوريا الحبيبة الجريحة، التي يقاسي مواطنوها الأمرّين في ظروف مأساوية تجسّدها حرب ضروس تكاد تنعدم معها كلّ مقوّمات الحياة... ونناشد الضمير العالمي ببذل الجهود الحثيثة لإطلاق سراح جميع المخطوفين، وبخاصّة مطراني حلب: للسريان الأرثوذكس يوحنا ابراهيم، وللروم الأرثوذكس بولس اليازجي وجميع الكهنة والراهبات...

ندعو جميع الأطراف ومعهم كل من لهم دور من دول ومنظّمات إلى تحكيم الضمير ونبذ للعنف، وتوحيد الرأي، لوضع خطّة رشيدة تجمع مكوّنات الشعب السوري على اختلاف طوائفها وقومياتها وأحزابها، حول طاولة الحوار والمصالحة، لورشة إعادة الإعمار وبلسمة القلوب... كما لا ننسى أن نتوجّه إلى من أرغمَتْهم الظروف في سوريا والعراق على النزوح والهجرة، تحت كلّ سماء، مؤكّدين لهم دعمنا المطلق في كلّ ما نستطيع أن نقدّمه لهم. ونذكّرهم بضرورة المحافظة على إيمانهم وانتمائهم الكنسي، سائلين لهم الإستقرار والأمان وفيض النِّعَم...

وختم بطريرك السريان الكاثوليك رسالته لعيد الميلاد قائلا: نجدّد تهانئنا الأبوية بمناسبة عيد الميلاد المجيد مع أطيب الأمنيات أن يكون العام الجديد 2014 زمن بركة ونعمة وسعادة. ونصلّي كي يبسط الرب يسوع أمنه وسلامه في أقطار المسكونة قاطبة سيّما في بلادنا المشرقية.








All the contents on this site are copyrighted ©.