2013-12-13 16:22:57

البابا فرنسيس: المسيحيون التعساء هم الذين لا ينفتحون على الروح القدس


"المسيحيون الذين ينزعجون من الوعّاظ والمبشرين وينتقدونهم هم في الواقع أشخاص يخافون من الانفتاح على الروح القدس ويعيشون في حزن دائم" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الجمعة في عظته مترئسًا القداس الإلهي في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان.

قال الأب الأقدس: في الإنجيل الذي تقدمه لنا الليتورجية اليوم يشبّه يسوع أبناء جيله بالأولاد التعساء الذين لا يعرفون كيف يلعبون بفرح ويرفضون دعوة أصحابهم فلا يزمرون ولا يرقصون، لا يندبون ولا يضربون صدورهم... فهم لا يعجبهم شيئًا. أضاف البابا فرنسيس يقول: إنهم أشخاص منغلقين على كلمة الله، ورفضهم ليس رفضًا للرسالة بل للرسول، يرفضون يوحنا المعمدان لأنه "لا يَأكُلُ ولا يَشرَب" ويقولون "لقَد جُنَّ". ويرفضون يسوع لأنه "رَجُل أَكول شرِّيب للخمر صَدِيقٌ للعَشّارين والخاطِئين". هم يجدون دائمًا سببًا للرفض ولانتقاد المبشر.

تابع البابا فرنسيس يقول: كان الناس في أيام يسوع يفضلون الاختباء في ظل ديانة منمقة: فالفريسيون كانوا يختبئون وراء التعاليم الأخلاقيّة، والصدوقيون خلف التسويات السياسيّة، والغيورون وراء روحانيّة غنّوصيّة، محافظين بذلك على شكليات لا تنتقد، ولذلك لم يقبلوا يسوع الذي كان يذكرهم قائلاً: "هذا ما فعله آباؤكم بالأنبياء". فشعب الله كان ينزعج من المبشرين بكلمة الله، ولذلك اضطهدوا الأنبياء وقتلوهم.

أضاف البابا فرنسيس يقول: هؤلاء الأشخاص يقولون بأنهم يقبلون حقيقية الوحي ولكنهم لا يقبلون المبشر ولا البشارة، يفضلون حياة منغلقة على ذاتها، ينغلقون فيها على مبادئهم وتعاليمهم، على تسوياتهم ومشاريعهم وروحانيتهم. إنهم أولئك المسيحيين التعساء والمنغلقين على أنفسهم والسجناء... إنهم ليسوا أحرارًا. هم يخافون من حريّة الروح القدس الذي يناله المرء من قبول البشارة. وهذا هو عار البشارة الذي يتحدث عنه القديس بولس، تلك البشارة التي تصل إلى ملئها بعار الصليب. يُخزينا أن الله يكلمنا بواسطة بشر محدودين وخطأة، لكن ما يخزينا أكثر أن الله يكلمنا ويخلّصنا بواسطة إنسان يقول عن نفسه أنه ابن الله ثم يموت كمجرم على الصليب! هذا هو الخزي والعار! هؤلاء المسيحيون التعساء لا يؤمنون بالروح القدس، ولا بالحرية التي ننالها من قبول البشارة، صحيح أنها حرية تؤدبنا وتعلمنا ولكنها تنمينا في الكنيسة أيضًا.

تابع الحبر الأعظم يقول: عندما أنظر إلى هؤلاء الأطفال الذين يخافون من الرقص والبكاء، يخافون من كل شيء أفكر بالمسيحيين الذين ينزعجون من المبشرين بالحقيقة لأنهم يخافون من الانفتاح على الروح القدس. لنصلي من أجلهم ومن أجلنا أيضًا لكي لا نصبح مسيحيين تعساء لا يسمحون للروح القدس بالدخول إلى حياتهم ولا يقبلون بشارة عار الصليب.








All the contents on this site are copyrighted ©.