البابا فرنسيس: الصمت يساعدنا في التحضير للميلاد

"في مسيرة تحضيرنا للميلاد من الجيد أن نصمت قليلاً لنصغي إلى الله الذي يكلّمنا بحنان الأب والأم" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان، صباح اليوم الخميس من الأسبوع الثاني من زمن المجيء.

استوحى الأب الأقدس عظته من القراءة الأولى التي تقدمها لنا الليتورجية اليوم من سفر أشعيا وركّز فيها على الطريقة التي يحدثنا بها الله وقال: الله يكلمنا كما يكلم الأب والأم طفلهما: عندما يحلم الطفل بشيء مزعج يستيقظ باكيًا، فيذهب إليه أبوه ويطمئنه قائلاً: "لا تخف أنا هنا". هكذا يكلمنا الله: " لا تخف، يا دودةَ يَعقوب، فإِنِّي أَنا نصَرتُك، يَقول الرَّبّ، وفاديكَ هو قدُّوس إِسْرائيل" (أشعيا 41، 14). هذا أسلوبه في التحدث معنا والاقتراب منا... عندما نرى أبًا أو أمًا يتحدثان مع طفلهما نرى بأنهما يصبحان صغيران مثله ويحدثانه بلغته وتصرفاته يصبحان أطفالاً بدورهما، وقد يبدوان مضحكين لمن ينظر إليهما ويرى تصرفهما الغريب هذا. لكن حب الأب والأم يحتاج لهذا الاقتراب، لهذا التنازل ليشابها طفلهما، بالرغم من أنهما يعرفان أنهما إن تكلما مع طفلهما بطريقة عادية سيفهمهما أيضًا بدون شك لكنهما يريدانه أن يفهم بأنهما معه وبقربه. وهكذا يفعل الرب.

أضاف الأب الأقدس يقول: يشرح اللاهوتيون اليونانييون تصرف الله هذا بكلمة يونانيّة صعبة جدًا "Synkatábasi"، والتي تعني: تواضع الله الذي يتنازل ليصير مثلنا. هكذا يتصرف أيضًا الأب والأم مع طفلهما ويستعملا تعابير غريبة ليعبّرا عن فرحتهما بطفلهما وعن محبتهما له. هذا هو أسلوب الله أيضًا! لذا لا يجب أن نصغي إلى كلام الله فقط بل أن نتأمل أيضًا بالطريقة التي يكلمنا بها، ونتعلّم منه من محبته وحنانه لنتشبّه به وبتواضعه وتنازله في علاقاتنا مع إخوتنا.

تابع البابا فرنسيس يقول: الله يقترب منا كالنسيم العليل، تمامًا كما اقترب من إيليا، يقترب منا في همس الحب الصامت، بعيدًا عن الأضواء والعروض السينمائيّة. يتصاغر ويصير طفلاً ليقوّيني! يسير طوعًا نحو الموت ليهبني الحياة! هذا هو نَغَم موسيقى كلام الله ونحن خلال تحضيرنا للميلاد علينا أن نصغي لها. ستكون مفيدة لنا، إذ أن الميلاد غالبًا ما يكون عيدًا صاخبًا لذا سيفيدنا القليل من الصمت لنصغي إلى كلمات الحب هذه، كلمات القرب والحنان...