2013-12-11 13:34:09

صحيفة أوسيرفاتوريه رومانو الفاتيكانية تجري مقابلة مع رئيس المجلس البابوي قلب واحد في ختام زيارة قادته للبنان


أكد رئيس المجلس البابوي قلب واحد، كور أونوم، الكاردينال روبرت سارا الذي قام بزيارة إلى لبنان أن الكنيسة الكاثوليكية تأمل بأن تصدر مؤشرات إيجابية عن المؤتمر الدولي حول السلام في سورية المزمع عقده في الثاني والعشرين من كانون الثاني يناير المقبل في جنيف، كيما يتم الحفاظ على سيادة الأراضي السورية مع التأكيد على ضرورة أن تتسع سورية الغد للجميع، لاسيما الأقليات بما فيها الجماعات المسيحية. وقد أجرت صحيفة أوسيرفاتوريه رومانو الفاتيكانية مقابلة مع الكاردينال سارا تطرق فيها إلى هذه الزيارة التي سمحت له بأن يتفقد عن كثب تداعيات الأزمة السورية وانعكاسها على المدنيين. كما تخللت الزيارة لقاءات مع عدد من المسؤولين الكنسيين المحليين ورعاة عدد من الكنائس السورية.

ذكّر نيافته بالكلمات التي قالها البابا فرنسيس خلال لقائه ممثلين عن هيئة كاريتاس الدولية في الخامس من حزيران يونيو الماضي عندما لفت إلى أن الكنيسة مدعوة إلى تقديم شهادة متواضعة، لكن فاعلة، للمحبة والرحمة اللتين تعلمتهما من يسوع المسيح، السامري الصالح. وأكد الحبر الأعظم آنذاك أنه لا يسعنا أن نتقاعس عن القيام بهذا الواجب في أوقات الشدة والألم.

وأكد رئيس المجلس البابوي قلب واحد أن الحرب الدائرة رحاها في سورية تشكل مأساة ولا يمكننا أن نقف مكتوفي اليدين إزاء ما يحصل. وأضاف الكاردينال سارا في حديثه لصحيفة أوسيرفاتوريه رومانو الفاتيكانية أن الكنيسة الكاثوليكية تتألم مع الشعب السوري وهذا ما يحملنا على مد يد العون والمساعدة للجميع بدون أي تمييز على أساس عرقي، ثقافي أو ديني لأن المسيح موجود حيث يوجد أشخاص يتألمون.

وأوضح نيافته أنه التقى في السادس من كانون الأول ديسمبر الجاري الأساقفة السوريين في بيروت، تلبية لدعوة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام وتم اللقاء بفضل الجهود التي بذلها السفير البابوي في دمشق المطران ماريو زيناري. وقد حمل الأساقفة السوريون مطالب المؤمنين الذين هم بحاجة قبل كل شيء إلى المساعدات الإنسانية وتم تسطير أهمية العمل معا وتعزيز التعاون بين الأساقفة وهيئة كاريتاس المحلية. ولفت الكاردينال سارا إلى أن الأساقفة السوريين عبروا عن استيائهم وإحباطهم حيال الأوضاع الراهنة في بلادهم، لكن على الرغم من ذلك ما يزالون عازمين على التعبير عن الدعم الملموس الذي يمكن أن تقدمه الكنيسة الجامعة إلى الشعب السوري. وعبر الأساقفة أيضا عن امتنانهم لمبادرة البابا فرنسيس الذي كرس في السابع من أيلول سبتمبر الماضي يوما للصلاة من أجل السلام في سورية والشرق الأوسط.

ثم أشار رئيس المجلس البابوي قلب واحد إلى قلق الأساقفة السوريين على مصير الوجود المسيحي في المنطقة، إزاء استمرار نزيف الهجرة. واعتبر الكاردينال سارا أن هذا الأمر لا يعني سورية وحسب إنما منطقة الشرق الأوسط بأسرها التي تواجه اليوم خطر أن تفقد الحضور المسيحي في الأرض التي شكلت مهد رسالة السيد المسيح، مضيفا أن هذه المشكلة ستنعكس سلبا على المجتمع ككل، وعلى المسلمين أيضا. ومن هذا المنطلق ـ ختم يقول ـ لا بد أن نسعى بشتى الوسائل إلى مساعدة المسيحيين على البقاء في أرضهم والمساهمة في إحلال السلام والمصالحة.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.