مداخلة المطران تومازي أمام المشاركين في أعمال الدورة التاسعة لمؤتمر وزراء الدول الأعضاء في منظمة التجارة العالمية

ألقى مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى مكاتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف رئيس الأساقفة سيلفانو تومازي مداخلة أمام المشاركين في أعمال الدورة التاسعة لمؤتمر وزراء الدول الأعضاء في منظمة التجارة العالمية. سلط سيادته الضوء على الأزمة المالية الراهنة وانعكاساتها السلبية على الاقتصاد، وهذا ما أدى في العديد من الدول إلى ارتفاع حجم الدين العام ناهيك عن الاتساع المقلق للهوة بين أغنياء الأرض وفقرائها. كما أشار المطران تومازي إلى أهمية تعزيز التجارة التي تترتب عليها تأثيرات إيجابية على العديد من الأنظمة الاقتصادية لكونها تساهم في النهوض من الركود الحاصل. كما لا بد أن تعود هذه الإجراءات بالفائدة على الجميع، وعلى الدول المتطورة صناعيا وتلك النامية على حد سواء.

كما تطرق المسؤول الفاتيكاني في مداخلته إلى مشكلة أخرى ألا وهي عدم استقرار أسعار المواد الغذائية ما ألحق الضرر بالمزارعين، مشيرا إلى أن الكرسي الرسولي عبر أكثر من مرة عن قلقه حيال انعدام الأمن الغذائي في العالم، وهذا ما شدد عليه أيضا البابا فرنسيس في رسالته لمناسبة اليوم العالمي للتغذية. ولفت المطران تومازي أيضا إلى أن العديد من الدول قررت تحرير الأسواق التجارية من خلال اتفاقات تجارية إقليمية أو ثنائية وقد ارتفع عدد هذه الاتفاقات والمعاهدات بشكل ملحوظ خلال السنوات الخمس عشرة الماضية. ويوجد حاليا ميلٌ واضح لتوسيع نطاق الاتفاقات التجارية هذه لتشمل مناطق جغرافية شاسعة، شأن اتفاق الشراكة الأطلسية حول التجارة والاستثمارات. ورأى سيادته أن توسيع نطاق المعاهدات التجارية يشكل خطوة إيجابية بدون شك نحو تحرير الأسواق التجارية، شرط ألا يقف هذا الأمر عائقا أمام الرغبة في التوصل إلى اتفاقات متعددة الأطراف. ختاما أمل مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى مكاتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف أن تتمكن منظمة التجارة العالمية من لعب دورها في العالم عن طريق التصدي للمشاكل وتعزيز تجارة حرة وعادلة تكون من الوسائل الكفيلة في وضع حد للفقر.