2013-12-07 14:15:51

البابا فرنسيس يستقبل وفدا من معهد "الكرامة البشرية"


استقبل البابا فرنسيس ظهر اليوم السبت في قاعة كليمنتينا بالقصر الرسولي بالفاتيكان وفدا من معهد "الكرامة البشرية". وجه الحبر الأعظم لضيوفه المائتين كلمة استهلها مرحبا بهم ومعربا عن سروره الكبير لاستقبالهم في الفاتيكان. وخص بالذكر الكاردينال مارتينو وشكره على الكلمة التي وجهها إلى البابا نيابة عن أعضاء المعهد.

بعدها أكد البابا أن المعهد يعمل على تعزيز الكرامة البشرية على أساس الحقيقة الأساسية التي تؤكد أن الإنسان مخلوق على صورة الله ومثاله. لذا يتمتع الإنسان بكرامة لا يمكن أن تُخضع لأي سلطة أو أيديولوجيا. تابع الحبر الأعظم قائلا إن عصرنا الحالي، المطبوع بالإنجازات والآمال الكبيرة، لا يخلو وللأسف من القوى التي تولّد ثقافة الإقصاء والتهميش. وهذا يهدد بأن يصير الذهنية المشتركة للكل. إن ضحايا هذه الثقافة هي الكائنات البشرية الأكثر ضعفا وهشاشة، كالأطفال حديثي الولادة والفقراء والمرضى المسنين والمعوقين، الذين يواجهون خطر التعرض للإقصاء.

إن هذا النموذج المزيف للإنسان والمجتمع ـ تابع البابا يقول ـ يطبق في الواقع نظاما ملحدا ينبذ كلمة الله القائلة "لنخلق الإنسان على صورتنا ومثالنا". إذا تركنا هذه الكلمات تحاكي ضميرنا الشخصي والاجتماعي يمكن أن تتبدل الأمور. إن قوة هذه الكلمة تضع حدودا لمن يبحث عن السيطرة محاولا تخطي حقوق وكرامة الآخرين. وفي الوقت نفسه تهب الرجاء والعزاء لمن يعجز عن الدفاع عن نفسه ولمن يفتقر إلى الأدوات الفكرية والعملية للتأكيد على قيمة معاناته وحقوقه وحياته.

إن العقيدة الاجتماعية للكنيسة الكاثوليكية ـ مضى البابا إلى القول ـ ونظرة الكنيسة الشاملة والمتكاملة إلى الإنسان ككائن شخصي واجتماعي، تشكلان بوصلتكم. ثم أشار الحبر الأعظم إلى الانجازات التي تم تحقيقها خلال المسيرة التي يجتازها شعب الله لافتا بنوع خاص إلى الدفاع عن الحرية الدينية والحياة بكل مراحلها، وبالحق في العمل والعمل اللائق وحماية العائلة والتربية.

وعبّر البابا فرنسيس عن ترحيب الكنيسة بكل المبادرات الرامية إلى مساعدة الأشخاص والجماعات والمؤسسات على إعادة اكتشاف البعد الخلقي والاجتماعي لمبدأ الكرامة البشرية، مصدر الحرية والعدالة. من هذا المنطلق لا بد من القيام بالنشاط اللازم لتحسيس المؤمنين العلمانيين وتنشئتهم، لاسيما الأشخاص الملتزمين في الحقل السياسي، كي يتمكنوا من التفكير تماشيا مع الإنجيل والعقيدة الاجتماعية للكنيسة الكاثوليكية والتصرف بشكل يتلاءم مع إيمانهم، في إطار الحوار والتعاون مع من يتقاسمون النظرة نفسها للإنسان والمجتمع وتبعاتها السلبية، حتى إن لم يتقاسموا الإيمان المسيحي. ليسوا قليلين غير المسيحيين وغير المؤمنين المقتنعين بضرورة أن يبقى الكائن البشري الغاية، لا الوسيلة.

في ختام كلمته إلى وفد معهد الكرامة البشرية تمنى البابا أن تتكلل جهود ضيوفه بالنجاح، ومنح الحاضرين وأحباءهم فيض بركاته الرسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.