2013-12-06 14:20:10

البابا فرنسيس يستقبل أعضاء اللجنة اللاهوتية الدولية


استقبل البابا فرنسيس صباح اليوم الجمعة في الفاتيكان أعضاء اللجنة اللاهوتية الحبرية. وجه الحبر الأعظم لضيوفه كلمة استهلها مرحبا بهم ومعربا عن سروره الكبير للقائهم، خاصا بالذكر رئيس اللجنة المطران مولر. ثم توجه البابا بالشكر لأعضاء اللجنة على العمل الذي قاموا به خلال السنوات الخمس الماضية وسطر أهمية الخدمة الكنسية التي يقدمها اللاهوتيون من أجل حياة شعب الله ورسالته.

بعدها انتقل البابا فرنسيس للحديث عن الوثيقة التي صدرت مؤخرا عن اللجنة اللاهوتية الدولية بعنوان "اللاهوت اليوم: آفاق، مبادئ ومعايير"، وقال إن اللاهوت علم لأنه يلجأ إلى موارد العقل الذي ينيره الإيمان بغية الغوص في سر الله الذي تجلى بشخص يسوع المسيح. كما وأن اللاهوت حكمة أيضا، ولفت البابا إلى أن اللاهوتي يحاول أن يسلط الضوء على وحدة مخطط محبة الله كما أن اللاهوتي مدعو أيضا للإصغاء إلى لغة عالمنا المعاصر وقراءة ما يجري من حولنا وتقييمه في ضوء كلمة الله، كي نفهم بصورة أعمق الحقيقة الموحى بها ويتم تقديمها بصورة ملائمة كما يؤكد المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني.

هذا ثم تطرق الحبر الأعظم إلى أبرز المسائل التي تدرسها اللجة اللاهوتية الحبرية ومن بينها العلاقة بين الديانات التوحيدية والعنف مع التأكيد على أن وحي الله يشكل بحد ذاته خبرا سارا بالنسبة لجميع البشر. فالله ـ تابع البابا يقول ـ لا يشكل تهديدا بالنسبة للإنسان! إن الإيمان بالله الأوحد والقدوس لا يشكل، ولا يمكن أن يشكل أبدا، عاملا يولّد العنف وانعدام التسامح. بل على العكس إن الطبيعة العقلانية لله تعطيه بعدا كونيا شاملا، قادرا على توحيد جميع البشر، من ذوي الإرادة الطيبة.

بعدها أكد الحبر الأعظم أن وحي الله بواسطة يسوع المسيح يجعل اللجوء إلى العنف "بسام الله" أمرا مستحيلا! والسبب يعود في المقام الأول إلى رفض يسوع للعنف وتغلّبه على الشر بواسطة الخير ومن خلال دمه وموت الصليب وقد صالح يسوع البشر مع الله ومع بعضهم البعض. إن هذا السلام ـ مضى الحبر الأعظم إلى القول ـ يشكل محورا لتأمل اللجنة اللاهوتية الدولية بشأن العقيدة الاجتماعية للكنيسة. وهذا يرمي إلى ترجمة محبة الله للإنسان ـ التي تجلت بيسوع المسيح ـ على صعيد الحياة الاجتماعية.

من هذا المنطلق تتجذر العقيدة الاجتماعية للكنيسة في كلمة الله التي تقبلها الكنيسة، تحتفل بها وتعيشها. إن الكنيسة مدعوة، قبل كل شيء، إلى عيش هذه الرسالة الاجتماعية التي تحملها إلى العالم. العلاقات الأخوية بين المؤمنين، النظر إلى السلطة كخدمة والمقاسمة مع الفقراء: هذه هي الميزات التي تطبع الحياة الكنسية منذ نشأتها، ويجب أن تشكل نموذجا حيا وجذابا لمختلف الجماعات البشرية، بدءا من العائلة ووصلا إلى المجتمع المدني. هذه الشهادة توكل إلى شعب الله بمجمله.

وذكّر البابا فرنسيس ضيوفه بكلمات الحبر الأعظم الفخري بندكتس السادس عشر الذي أكد خلال لقائه أعضاء اللجنة اللاهوتية الدولية في كانون الأول ديسمبر عام 2009 أن اللاهوتي مدعو إلى الإصغاء دوما إلى صوت الإيمان الذي يعيشه المتواضعون والصغار الذي كشف لهم الآب ما حجبه عن الحكماء. ختم البابا فرنسيس كلمته إلى أعضاء اللجنة اللاهوتية الدولية سائل العذراء مريم، سيدة الحبل بلا دنس، أن تساعدهم على النمو في روح التفاني والتسلح بروح التواضع وأن يكونوا خداما حقيقيين للكنيسة. ومنح الكل بركاته الرسولية، طالبا إلى ضيوفه أن يصلوا من أجله.








All the contents on this site are copyrighted ©.