2013-12-06 16:08:18

البابا فرنسيس: الصلاة هي أن "نزعج" الله بطلبنا ونثق باستجابته لنا


علينا أن نصلّي بلجاجة واثقين بأن الرب سيستجيب لصلاتنا" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الجمعة في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان، وقال إن الصلاة تعبّر في الوقت عينه عن "حاجة" و"ثقة" بأن الله، في وقته وبطرقه، سيستجيب لحاجاتنا.

الصلاة المسيحية الحقيقية تتأرجح بين الحاجة التي يحملها المرء في داخله والثقة بأن الله سيستجيب له وإن لم يكن يعرف كيف ومتى. وذلك لأن من يصلي لا يخاف أن يزعج الله وبالوقت عينه يثق "ثقة عمياء" بمحبة الآب. تمامًا كالأعميين اللذين يخبرنا عنهما إنجيل اليوم، واللذين تبعا يسوع يصيحان يطلبان منه الشفاء، أو كأعمى أريحا الذي راح يصرخ بصوت عالٍ طالبًا من يسوع أن يشفيه بالرغم من محاولات بعض الأشخاص لإسكاته. فيسوع نفسه عندما علمنا الصلاة ضرب لنا مثل "الصديق المزعج" الذي يسأل الخبز من صديقه عند منتصف الليل، ومثل "الأرملة اللجوجة وقاضي الظلم".

تابع البابا فرنسيس يقول: قد يبدو لنا غريبًا أن نقول أن الصلاة هي نوعًا ما أن نزعج الله كي يستجيبنا. لكن الرب نفسه يقوله لنا، علينا أن نكون كـ "الصديق المزعج" و"الأرملة اللجوجة"، يجب أن نعرف كيف نجذب عيني الله وقلبه نحونا... هذا ما فعله الأعميان في إنجيل اليوم، وعندما اقترب يسوع منهما قالا له: "إن أردت أنت قادر أن تشفينا" وآمنا بأنه سيشفيهما. هكذا يعلّمنا يسوع أن نصلّي. عندما نصلّي نفكر مرارًا وتكرارًا بما علينا أن نقوله وكيف علينا أن نقوله، ثم نتعب من الطلب وبعدها ننسى أن نطلب. يقول لنا الإنجيلي متى أن هذين الأعميين كانا يصيحان ولم يتعبا من الصراخ. ويسوع نفسه يقول لنا: "أطلبوا" و"اقرعوا الباب" وكما نعلم جميعًا من يقرع على الباب يصدر ضجيجًا ويزعج.

أضاف البابا فرنسيس يقول: علينا أن نصرّ إلى درجة الإزعاج، وإنما بثقة ثابتة. كالأعميين اللذين آمنا بأن يسوع قادر أن يشفيهما وعلى سؤاله: "أَتُؤمِنان بأَنِّي قادِرٌ على ذلك؟" قالا له: "نعَم، يا رَبّ نحن نؤمن! ونحن واثقين من ذلك!". وهذه هي الصلاة حاجة وثقة. الصلاة هي دائمًا وليدة حاجة معيّنة، الصلاة هي عندما نرغب بشيء ما. لكنها أيضًا هي ثقة وإيمان بالله كمن يقول له: "أصغ إلي يا رب، أنا أؤمن أنك قادر على فعل ما أطلبه منك لأنك أنت وعدتني".

تابع الحبر الأعظم يقول: لقد وعدنا!! وهذا هو حجر الزاوية الذي عليه تقوم الثقة في الصلاة. بهذه الثقة نحن نطلب من الرب أن يستجيبنا متأكدين من أنه سيصغي إلينا. وهذه هي الصلاة أيضًا أن نسمع سؤال يسوع لنا: "أَتُؤمن بأَنِّي قادِرٌ على ذلك؟" الرب قادر على ذلك! لكننا لا نعرف كيف ومتى، وهذه هي أيضًا الثقة بالصلاة. إنما علينا أن نطلب بصراحة وثقة، ونقول له: "يا رب أنا أعمى... أنا محتاج... أنا مريض... أنا خاطئ..." علي أن أُطلعه بوضوح عن حالتي وأن أطلب مساعدته بثقة وهو سيصغي ويستجيب. فالصلاة هي تعبير عن حاجاتنا وكشف لحقيقة ذواتنا، وإنما هي ثقة أيضًا لأننا نؤمن أن الرب قادر على فعل ما نطلبه منه.








All the contents on this site are copyrighted ©.