2013-12-05 15:12:28

البابا فرنسيس: يسوع هو الصخر الذي عليه نبني حياتنا


"من يتحدث عن المسيح فقط دون أن يعيشه هو يؤذي نفسه والآخرين، وهو شخص يسيطر عليه الغرور ويسبب انشقاقًا حتى في الكنيسة" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الخميس في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان.

استهل قداسة البابا عظته شارحًا الإنجيل الذي تقدمه لنا الليتورجية اليوم من إنجيل القديس متى والذي يخبرنا فيه الإنجيلي عن المثل الذي ضربه يسوع حول بناء البيت على الصخر، وقال: إن الإصغاء لكلمة الله وعيشها هو كبناء البيت على الصخر. و يسوع، من خلال هذا المثل، يوبّخ الفريسيين لأنهم يحفظون الوصايا ولكنهم لا يعيشونها في حياتهم، وهذا أشبه بمن بنى بيتًا جميلاً وإنما دون أساسات ثابتة، بيتًا على الرمل ولا على الصخر. تابع البابا فرنسيس يقول: هذا الصخر هو الله، كما نقرأ في القراءة الأولى من سفر أشعيا: "توكلوا على الرَّبِّ للأَبَد فإِنَّ الرب هو صخرة الدُّهور". هذه الصخرة هي يسوع المسيح الرب! الكلمة التي تهب الحياة، وعلى كلامنا أن يتجذّر في شخص المسيح، لأنه بدون المسيح يتحول إلى أداة تضليل وأذى.

أضاف الأب الأقدس يقول: قال كاتب إنكليزي في حديثه عن الهرطقة، أن الهرطقة هي حقيقة فقدت صوابها، وهكذا كلامنا المسيحي إن فقد المسيح فقد صوابه وسار على درب الجنون. وهذا الجنون يدفع بنا إلى الغرور، لأن غياب المسيح عن كلامنا المسيحي يحملنا على الغرور والثقة المفرطة بالنفس وعلى التسلّط. والرب يحطُ هؤلاء الأشخاص، وهذه حقيقة ثابتة في تاريخ الخلاص: تغنّت بها حنة أم النبي صموئيل، وأنشدتها مريم في نشيدها: الرب يحط المقتدرين والأشخاص الذين يضعون ثقتهم في أنفسهم. لأنهم أشخاص يستغلون المسيح وهم لا يعرفونه، ولا تجمعهم به أي علاقة، لا يصلون معه، هم لا يخدمونه ولا يحبونه. بينما يطلب الرب منا اليوم أن يكون المسيح الصخر والأساس الذي عليه نبني حياتنا!

تابع الحبر الأعظم يقول: علينا أن نفحص ضمائرنا لنفهم محتوى كلماتنا ونتفحصه لنرى إن كانت مجرّد كلمات بشريّة تعتقد بأنها قويّة وقادرة أن تحمل لنا الخلاص، أم أنها كلمات تحمل يسوع المسيح، لأنه إن غاب الرب عن كلماتنا تصبح هذه الأخيرة أيضًا مصدرًا للانشقاق فيما بيننا وفي الكنيسة. وختم الأب الأقدس عظته بالقول: لنطلب من الله أن يساعدنا لنكون متواضعين نحمل المسيح في حياتنا وكلامنا، فنكون رسلاً مخلّصين ونسير إلى الأمام بتواضع لا بكلمات الغرور والعجب بالنفس.








All the contents on this site are copyrighted ©.