2013-12-02 15:37:56

البابا يستقبل وفدًا من أساقفة هولندا في زيارتهم التقليدية للأعتاب الرسولية


استقبل قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الاثنين وفدًا من أساقفة هولندا الكاثوليك في زيارتهم التقليدية للأعتاب الرسولية، وللمناسبة ألقى الحبر الأعظم كلمة رحب فيها بضيوفه وقال: اسمحوا لي قبل كلّ شيء أن أعبر لكم عن تقديري لخدمة المسيح وإنجيله التي تقومون بها من أجل الشعب الذي أوكل إلى عنايتكم في هذه الظروف القاسية، إذ ليس من السهل المحافظة على الرجاء في الصعوبات التي عليكم مواجهتها! لذلك فمجمعيتكم الأسقفيّة بالشركة مع أسقف روما هي ضرورة لنمو هذا الرجاء في حوار حقيقيٍّ وتعاون فعّال.

تابع البابا فرنسيس يقول: تتابع الكنيسة جهودها بصبر والدي للإجابة على مخاوف العديد من الرجال والنساء الذين يعيشون بقلق واستسلام أمام المستقبل. لذلك، اقتربوا، مع كهنتكم ومعاونيكم، من الأشخاص الذين يتألمون من الفراغ الروحي والذين يبحثون عن معنى لحياتهم، لأنه لا يمكنكم أن ترافقوهم في بحثهم هذا ما لم تصغوا إليهم وتشاركوهم الرجاء والفرح والقدرة على السير إلى الأمام التي يعطينا إياها يسوع المسيح. لذلك، تحاول الكنيسة أن تقدم الإيمان بطريقة أصيلة، مفهومة وراعوية. وقد شكلت "سنة الإيمان" بهذا الصدد فرصة سعيدة لنرى كيف يمكن لمحتوى الإيمان أن يصل إلى كل إنسان. فالكنيسة لا تقترح فقط حقائق خُلقية ثابتة ومواقف معاكسة للتيار وإنما تقدمها انطلاقًا من وجهة نظر الخير البشريّ والنمو الاجتماعي. وهذا يتطلب من جميع الأشخاص المسيحيين: كهنة وأشخاص مكرسين وعلمانيين أن يكتسبوا تنشئة ثابتة وجيدة. أشجعكم لتوحيد جهودكم للإجابة على هذه الحاجة وللسماح بإعلان أفضل للإنجيل. وفي هذا الإطار، تلعب شهادة العلمانيين والتزامهم في الكنيسة والمجتمع دورًا مهمًا ولذلك علينا أن ندعمهم، لأن جميع المعمدين مدعوون ليكونوا تلاميذًا ومرسلين حيث وُجدوا!

تابع الحبر الأعظم يقول: أشجعكم أيضًا على المشاركة في النقاش العام في جميع المجالات التي تطال الإنسان، لتُظهروا رحمة الله ومحبته لكل الخلائق. لأنه من واجب الكنيسة في عالم اليوم أن تردّد بلا كلل كلمات يسوع: "تعالوا إلي جميعكم أيها المُتعبون وأنا أُريحكم" (متى 11، 28). واليوم أكثر من أي وقت مضى نشعر بحاجة للسير في درب العمل المسكوني داعين لحوار حقيقي يبحث عن عناصر الحقيقة والصلاح ويقدم أجوبة مستوحاة من الإنجيل. فالروح القدس يدفعنا للخروج من ذواتنا للذهاب نحو الآخرين! قدّروا سخاء المؤمنين في حمل نور المسيح ومحبته خصوصًا للأشخاص الأكثر تهميشًا. ولتتابع المدارس الكاثوليكية تعزيز تنشئة إنسانية وروحية للشباب بروح حوار وأخوة مع الذين لا يشاركونهم الإيمان نفسه. لذا من الأهمية بمكان أن يحصل الشباب المسيحي على تعليم مسيحيٍّ جيّد يدعم إيمانهم ويقودهم للقاء المسيح. فبالتنشئة الثابتة وروح الانفتاح يمكن للبشرى السارة أن تواصل انتشارها!

أضاف البابا فرنسيس يقول: تعلمون جيدًا أن مستقبل الكنيسة في هولندا وحيويتها متعلقان أيضًا بالدعوات الكهنوتية والرهبانية! لذلك من الأهمية بمكان تفعيل عمل راعوي للدعوات قوي وخلاب، وبحث مشترك حول كيفية مرافقة الإكليريكيين في نموهم الإنساني والروحي، فيعيشوا علاقة شخصية مع الرب أساس حياتهم الكهنوتيّة. من الأهمية بمكان أيضًا أن تكونوا قريبين من كهنتكم، ومستعدين لدعمهم وقيادتهم إن لزم الأمر! وكآباء جدوا الوقت الضروري لاستقبالهم والإصغاء إليهم في كل مرة يحتاجون إلى هذا الوقت! ولا تنسوا أبدًا أن تذهبوا للقاء الذين لا يقتربون منكم!

وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول: أشكركم مجددًا على علامات الحيوية التي من خلالها يبارك الرب كنيسة هولندا في هذا السياق الذي ليس سهلا على الدوام. ليشجعكم الرب ويثبتكم في رسالتكم في قيادة جماعاتكم على درب الإيمان والوحدة والحقيقة والمحبة.








All the contents on this site are copyrighted ©.