2013-11-24 09:38:55

كلمة البابا فرنسيس إلى الشبان والشابات الذين يتابعون دورات في التعليم المسيحي قبل نوال سر العماد


التقى البابا فرنسيس عصر أمس السبت في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان عددا من الشبان والشابات الذين يتابعون دورات في التعليم المسيحي قبل نوال سر العماد. ويندرج هذا التجمع في إطار سنة الإيمان، ويتم حول موضوع "مستعدون لعبور باب الإيمان". وجه الحبر الأعظم للحاضرين في البازيليك الفاتيكانية كلمة أكد فيها أنهم قدموا من بلدان مختلفة وهم ينتمون بالتالي إلى تقاليد ثقافية متنوعة وقد عاشوا خبرات مختلفة، لكن تجمعهم الرغبة حيال الله، كما يقول صاحب المزامير "كما يشتاق الأيل إلى مجاري المياه، هكذا تشتاق نفسي إليك يا الله".

من الأهمية بمكان ـ تابع البابا يقول ـ أن يتم الحفاظ على هذه الرغبة، الرغبة في لقاء الرب واختبار محبته ورحمته! عندما يفتقر المؤمن للعطش إلى الله الحي، يصبح الإيمان اعتياديا ويواجه خطر أن تنطفئ شعلته. هذا ثم أشار الحبر الأعظم إلى أن الإنجيل يخبرنا بأن يوحنا المعمدان نظر إلى يسوع وقال لتلاميذه "هذا هو حمل الله"، لكن اثنين من تلاميذه قررا أن يتبعا المعلم، وأصبحا بدورهما وسيطين سمحا لأشخاص آخرين بأن يلتقوا بالرب ويتعرفوا عليه ويتبعوه.

لفت البابا إلى أن هذه الرواية تتألف من مراحل أو خطوات ثلاث: أولا الإصغاء. فقد استمع التلميذان إلى شهادة يوحنا المعمدان. وتوجه البابا للحاضرين مذكرا إياهم بأنهم استمعوا هم أيضا إلى أشخاص دعوهم لاتباع يسوع. أما المرحلة التالية فتكمن في اللقاء. فقد التقى التلميذان بالمعلم ومكثا معه ثم شعرا بشيء جديد يبصر النور في قلبيهما، شعرا بالحاجة إلى نقل فرحهما للآخرين. فقد التقى أندراوس بأخيه سمعان وقاده إلى يسوع.

إن هذا المشهد ـ قال البابا ـ يذكّرنا بأن الله لم يخلقنا لنبقى وحيدين، ومنغلقين على ذواتنا، بل كي نتمكن من لقائه والانفتاح على اللقاء مع الآخرين. إن الله يخطو الخطوة الأولى باتجاه كل واحد منا وهذا أمر رائع! إنه يتخذ المبادرة ويتجه لملاقاة الإنسان، ويبحث عنه عندما يحاول الإنسان أن يهرب من الله. إنه باحث صبور! وينتظرنا على الدوام. لا يبتعد عنا بل ينتظر اللحظة الملائمة للقاء كل واحد منا. إن الله يرغب بأن يكون مع كل شخص، كما نحن نرغب ونشتاق إليه لأننا ننتمي إليه، إننا خليقته.

أما المرحلة الثالثة والأخيرة من هذه الرواية الإنجيلية فتمكن في السير. فقد سار التلميذان باتجاه يسوع واجتازا معه جزءا من الطريق. إنه تعليم بالغ الأهمية بالنسبة لنا جميعا. فالإيمان هو مشوار مع يسوع، يستمر مدى الحياة. قد نشعر بالتعب والارتباك خلال هذه المسيرة غير أن الإيمان يعطينا الثقة بحضور يسوع الدائم في كل الظروف حتى في تلك الأليمة والتي يصعب فهمها. إننا مدعوون إلى السير كي ندخل أكثر وأكثر من سر محبة الله الذي يسمح لنا بأن نعيش بهدوء وطمأنينة.

ختم البابا كلمته إلى الحاضرين في البازيليك الفاتيكانية متمنيا أن يتابعوا مسيرة التعليم المسيحي بفرح واثقين بأن الكنيسة تعضدهم وتنظر إليه بثقة كبيرة. وحث الجميع على الحفاظ على حماسة اللحظة الأولى التي جعلتهم يفتحون عيونهم على نور الإيمان، وأكد للجميع أن الرب يسوع لن يخيب آمالهم أبدا.








All the contents on this site are copyrighted ©.