2013-11-17 10:38:28

رسالة فيديو للبابا فرنسيس للمشاركين في مسيرة حج إلى مزار عذراء غوادالوبي


وجه قداسة البابا فرنسيس عصر السبت رسالة فيديو للمشاركين في مسيرة حج إلى مزار عذراء غوادالوبي في المكسيك تنظمها اللجنة الحبرية لأميركا اللاتينية اختتامًا لسنة الإيمان وتحمل عنوان: "سيدة غوادالوبي نجمة البشارة الجديدة في القارة الأميركية". قال البابا فرنسيس: يقترح علينا مستند أباريسيدا أن نضع الكنيسة في حالة رسالة دائمة وأن نقوم بأعمال رسالة، فالعلاقة الحميمة بين يسوع والكنيسة هي علاقة سير تتطلب منا الخروج من ذواتنا لنسير ونزرع الكلمة مجددًّا ودائمًا، كما يقول الرب: "لنذهَب إِلى مَكانٍ آخر، إلى القُرى المُجاورة، لأبشِّرَ فيها أَيضاً، فَإِنِّي لِهذا خَرَجت". لذا لا يمكن للكنيسة أن تنغلق على ذاتها وتكتفي بذاتها لأنها عندها ستمرض وتضعف. علينا أن نخرج من جماعاتنا وأن نتحلّى بالشجاعة للوصول إلى الأطراف الوجوديّة التي تحتاج للشعور بقرب الله.

ثانيًا تابع الأب الأقدس يقول إن هدف كل نشاط راعوي هو موجه دائمًا للرسالة وللوصول للجميع دون استثناء وبالنظر إلى ظروف كل فرد. علينا أن نصِل للجميع ونتشارك معهم فرح اللقاء بالمسيح. فعمل البشارة يتطلب منا أناة وصبرًا، يعرف كيف يهتم بالزرع الجيّد دون أن يفقد سلامه لوجود الزؤان، ويعرف كيف يقدم الرسالة المسيحيّة، بطريقة هادئة وتدريجيّة على مثال الرب يسوع.

ثالثًا،أضاف البابا فرنسيس يقول إن الأسقف هو الذي يقود العمل الراعوي في الكنيسة الخاصة ويقوم به كراع يعرف خرافه بأسمائها، ويقودها بقرب ولطف وصبر مظهرًا أمومة الكنيسة ورحمة الله. فموقف الراعي الحقيقيّ ليس موقف الأمير أو المسؤول عن النظام لأن هذا الموقف يحمل إلى تطبيق راعوية بعيدة عن الناس لا تسمح بلقاء المسيح والإخوة، وشعب الله بحاجة لأسقف يسهر عليه ويهتم خصوصًا بما يحافظ على وحدته ويعزز الرجاء في القلوب. شعب الله بحاجة أيضًا لأسقف يعرف كيف يميّز الروح القدس الذي يهب حيثما يشاء من أجل خير الكنيسة ورسالتها في العالم.

رابعًا، على من يعاون الأسقف في النشاط الراعوي ولاسيما الكهنة أن يشاركوه مواقفه هذه، لاسيما وأن نزعة "السلطة المفرطة لدى الإكليروس"، والتي تسبب الكثير من الأذى في كنيسة أميركا اللاتينيّة، تشكل حاجزًا لنضوج النمو والمسؤوليّة المسيحيّة لشطر كبير من العلمانيين. لذلك من الضروري أن يُصار إلى تنشئة كهنة قادرين على الاقتراب من الآخر واللقاء به، يعرفون كيف يلهبون قلوب الناس ويسيرون معهم ويحاورون آمالهم ومخاوفهم. وهذا عمل خاص بالأساقفة، وعليهم أن يقبلوه كعمل أساسي لحياة الكنيسة ويقوموا به دون توفير الجهود أو الاهتمامات. وهذه التنشئة تتطلب هيكليات ثابتة تساهم في تحضير أشخاص لمواجهة تحديات عصرنا وحمل نور الإنجيل في مختلف الظروف التي سيواجهها الكهنة والمكرسين والعلمانيين خلال عملهم الراعوي. لأن ثقافة اليوم تتطلب منا تنشئة جدّية ومنظمة.

تابع البابا فرنسيس يقول: أود أن أوجه كلمة للمكرسين، لأن الحياة المكرسة هي كالخميرة في الكنيسة، خميرة تنمي الكنيسة في مسيرتها نحو الظهور الأخير ليسوع المسيح. لذا أطلب من جميع المكرسات والمكرسين أن يكونوا أمناء للمواهب التي اقتبلوها خلال قيامهم بخدمتهم في الكنيسة، وألا يسمحوا للنعمة التي منحها الروح القدس لمؤسسيهم أن تضيع لأنه من واجبهم أن ينقلوها بكاملها. وأضاف البابا يقول: سيروا إلى الأمام بهذه الأمانة الخلاقة للمواهب التي نلتموها لخدمة الكنيسة!

وختم الأب الأقدس رسالته بالقول: إخوتي وأخواتي الأعزاء شكرًا جزيلاً على ما تفعلونه من أجل هذه الرسالة القاريّة. تذكروا أنكم نلتم المعمودية التي حولتكم إلى تلاميذ للرب، وكل تلميذ هو بدوره مرسل أيضًا وكما كان البابا بندكتس السادس عشر يقول: إنهما وجهان للقلادة عينها. لذا أسألكم كأب وأخ بالمسيح يسوع عيشوا الإيمان الذي نلتموه في العماد، وانقلوا إيمانكم لأبنائكم وأحفادكم، لأن هذا الإيمان لم يعط لكم لاستعمالكم الشخصي وإنما لتمنحوه للآخرين وتنقلوه لهم فينمو، ويعرف الجميع اسم يسوع المسيح!








All the contents on this site are copyrighted ©.