2013-11-17 13:37:02

البابا فرنسيس: مشروع صلاح الله ورحمته سيتحقق بالرغم من الكوارث والصعوبات


أطل قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد من على شرفة مكتبه الخاص في القصر الرسولي بالفاتيكان ليتلو مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس صلاة التبشير الملائكي. قال البابا يخبرنا إنجيل هذا الأحد عن حديث يسوع عن نهاية الأزمنة انطلاقًا من حديث بعض الناس عن الهيكل وبهائه وقال لهم: "هذا الَّذي تَنظُرونَ إِلَيه، سَتأتي أَيَّامٌ لن يُترَكَ مِنه حَجَرٌ على حَجَر، بل يُنقَض كله". فسأَلوه: "يا مُعلّم، ومَتى تكونُ هذه، وما تكونُ العَلامَةُ أَنَّ هذه كُلَّها تُوشِكُ أَن تَحدُث؟" فيجيبهم يسوع مركزًا على ما هو أهم من هذه الأسئلة الثانويّة ويطلب منهم ألا يسمحوا للمسحاء الدجالين بأن يضلّلونهم وبألا يخافوا بل ليعيشوا زمن الانتظار هذا كزمن للشهادة والثبات.

تابع البابا فرنسيس يقول إن حديث يسوع هذا يبقى آنيًّا لنا اليوم أيضًا نحن الذين نعيش في القرن الحادي والعشرين، فهو يكرّر لنا قائلاً: "إِيَّاكُم أَن يُضِلَّكُم أَحَد! فسَوفَ يأتي كَثيرٌ مِنَ النَّاسِ مُنتَحِلينَ اسمي". إنها دعوة للتمييز، لأنه في يومنا هذا أيضًا نجد "المخلصين" الدجالين الذين يريدون استبدال يسوع بأنفسهم: كقادة هذا العالم، وأشخاص يريدون استقطاب العقول والقلوب ولاسيما عقول وقلوب الشباب. ويسوع ينبهنا قائلاً: "لا تَتبَعوهم!" فالرب هو الذي يساعدنا لكي لا نخاف أمام الحروب والثورات والكوارث الطبيعيّة، يسوع هو الذي يحررنا من القدريّة ومن الرؤى الكاذبة.

أضاف الحبر الأعظم يقول: يعلن لنا يسوع عن التجارب المؤلمة والاضطهادات التي سيتعرض لها تلاميذه من أجله، ولكنه يطمئننا قائلاً: "لَن تُفقَدَ شَعْرَةٌ مِن رُؤُوسِكم"، ويذكرنا بأننا بين يدي الله، وأن الصعوبات التي نواجهها بسبب إيماننا وإتباعنا للإنجيل هي مناسبات للشهادة ولا يجب أن تبعدنا عن الرب بل أن تدفعنا لنستسلم له أكثر فأكثر ولقوة روحه ونعمته! أضاف البابا يقول: لنفكر بالعديد من إخوتنا وأخواتنا المسيحيين الذين يعانون الاضطهادات من أجل إيمانهم، قد يتخطى عددهم عدد المسيحيين الأوائل! إن يسوع معهم ويرافقهم ونحن نتحد اليوم معهم أيضًا بصلاتنا ومحبتنا.

وختم الأب الأقدس كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي بالقول: يقطع لنا يسوع وعد ضمانة وانتصار قائلاً: "إِنَّكم بِثَباتِكُم تكتَسِبونَ أَنفُسَكم" كم من الرجاء نجد في كلمات يسوع هذه! إنها دعوة للرجاء والصبر، ولمعرفة انتظار ثمار الخلاص، واثقين بمعنى الحياة العميق ومعنى التاريخ: فالتجارب والصعوبات تشكل جزءا من مشروع أكبر، لأن الرب سيد التاريخ هو الذي يقود كل شيء إلى تمامه، وبالرغم من الكوارث التي تضرب العالم سيتحقق مشروع صلاح الله ورحمته! هذا هو رجاؤنا! ورسالة يسوع هذه تجعلنا نفكر في حاضرنا وتعطينا القوة لمواجهته بشجاعة ورجاء برفقة العذراء مريم التي تسير دائمًا معنا.








All the contents on this site are copyrighted ©.