البابا فرنسيس: الله يضعف أمام صلاتنا

"الله يضعف أمام صلاة الإنسان المتواضع" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم السبت في بيت القديسة مرتا في الفاتيكان، وقد تمحورت عظته حول نص الإنجيل الذي تقدمه لنا الليتورجية اليوم من إنجيل القديس لوقا الذي يخبرنا فيه عن يسوع عندما دعا تلاميذه للمداوَمة على الصلاة مِن غير مَلل، وضرب لهم مثل الأرملة اللجوجة التي كانت تأتي يوميًا إلى القاضي الظالم وتصدع رأسه لينصفها. هكذا، قال الأب الأقدس، سينصف الله مختاريه الذين يدعونه ليل نهار.

تابع البابا يقول: عندما دعا الله موسى قال له: "لقد سمعتُ صراخ شعبي". فالرب إذا يسمع ويصغي. وفي القراءة الأولى التي تقدمها لنا الليتورجية اليوم من سفر الحكمة نقرأ: "هَجَمَت كَلِمَتُكَ القَديرة مِن السماء، مِن العُروش المَلَكِيّة على أرضِ الخَراب، بمَنزلة مُبارزٍ عَنيف"، عندما يأتي الرب للدفاع عن شعبه ينزل بمنزلة مبارز عنيف ليخلّصه، يخلّصه ويجدّده، كما نقرأ في سفر الحكمة: "فكانَت جَميعُ الخَلائِقِ كُل واحِدةٍ في جِنسِها، تَستَبدِلُ طَبعَها... وَالغَمامُ ظَلّلَ المَحَلّة، ومِمّا كان قبلاً يُغمَرُ بِالمِياه، بَرَزَت أرضٌ يابِسَة، طَريقٌ مُمَهّدٌ في البحرِ الأحمَر... هُناكَ عَبَرَتِ الأُمّةُ كُلّها، وهم في سِترِ يَدِك، يَرَونَ عَجائِبَ الآيات."

أضاف الحبر الأعظم يقول: لقد سمع الرب صلاة شعبه وأحس في قلبه بألم مختاريه ولذلك خلّصهم بقوة: هذه هي قوة الله! لكن ما هي قوة البشر؟ قوة الإنسان هي قوة هذه الأرملة: بالقرع على باب قلب الله والسؤال، بالبكاء والتوسل إلى الله ليخلصنا  ويحررنا من آلامنا ومن مشاكلنا وصعوباتنا! قوة الإنسان هي الصلاة، وصلاة الإنسان المتواضع هي ضعف الله، فالرب يضعف فقط أمام صلاة شعبه!

قوة الله تكمن في الخلاص الذي حققه بتجسّد الكلمة الإلهي تابع الأب الأقدس يقول، لذا علينا أن نقرع باب قلبه، علينا أن نصلّي ونسأل الله من أجل شعبه. أنتم كتلك الأرملة: تصلّون، تطلبون وتقرعون على باب قلب الله يوميًا! وتلك الأرملة الشجاعة لم تنم ولم ترتح قبل أن تنال مبتغاها. وختم الأب الأقدس عظته بالقول: لا يغيبنَّ عن فكرنا أبدًا أن الرب يسمع صلاة شعبه، ولنتذكر أن الله قوي وباستطاعته أن يغيّر كل شيء ويحول كلّ شيء من جديد، تذكروا هو قوي جدًّا لكنه يضعف أمام صلاتنا.