2013-11-11 14:54:58

البابا فرنسيس: المسيحي لا يعيش حياة مزدوجة


"الذي لا يتوب ويتظاهر بأنه مسيحي يؤذي الكنيسة" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الاثنين في عظته مترئسًا القداس الإلهي في بيت القديسة مرتا بالفاتيكان، وأكد أنه علينا جميعنا أن نعترف بأننا خطأة وإنما علينا أن نتنبّه من أن نصبح فاسدين، فالذي يُحسن للكنيسة من جهة ويسرق الدولة من جهة أخرى ليس شخصًا صالحًا وهو يعيش حياة مزدوجة.

يسوع لا يتعب أبدًا من المغفرة ويطلب منا أن نغفر لبعضنا البعض. استهل الأب  الأقدس عظته انطلاقًا من كلمات الرب يسوع في نص الإنجيل الذي تقدمه لنا الليتورجية اليوم والذي يطلب فيه يسوع منا مسامحة الأخ التائب، قائلاً: "إِذا خَطِئَ إِلَيكَ أَخوكَ فوَبِّخْهُ، وإِن تابَ فَاغفِرْ له. وإِذا خَطِئَ إِلَيكَ سَبعَ مَرَّات في اليَوم، ورجَعَ إِلَيكَ سَبعَ مَرَّات فقال: أَنا تائِب، فَاغفِر له" وكأن به يرسم لنا صورة عنه وعن مغفرته لنا ولكنه يتابع ويقول أيضًا: "الوَيل لمنَ تَأتي الشكوك عن يَدِه. فلأن تُعَلَّق الرَّحى في عُنُقِه ويُلقى في البَحر أولى به مِن أَن يَكونَ حَجَرَ عَثرَةٍ لأَحَدِ هؤلاءِ الصِّغار". ولكن ما هو الفرق إذًا بين الخاطئ ومسبب الشكوك تابع الأب الأقدس يتساءل.

قال البابا فرنسيس: الخاطئ يندم ويطلب المغفرة، يشعر بضعفه وبأنه ابن الله فيتواضع ويطلب الخلاص من الرب يسوع، أما الذي يسبب الشكوك فهو لا يندم ويستمر في خطئه ويتظاهر بأنه مسيحي: هذه هي ازدواجية الحياة! والمسيحي الذي يعيش حياة مزدوجة يسبب الكثير من الألم للكنيسة! قد يقول البعض: "لكنني من المحسنين للكنيسة، وأدفع من مالي لمساعدة الكنيسة" لكن إن كان هذا الشخص يسرق الدولة والفقراء من جهة أخرى فهو ليس إنسانًا صالحًا، وإنما إنسان يعيش حياة مزدوجة ويستحق ما قاله يسوع، أي أن "تُعَلَّق الرَّحى في عُنُقِه ويُلقى في البَحر" دون مجال للمسامحة والمغفرة!

وذلك لأنه شخص غشّاش، تابع الأب الأقدس يقول، وحيث يقيم روح الغش لا يقيم روح الله، وهنا يكمن الفرق بين الخاطئ والفاسد. لأن الفاسد يعيش حياة مزدوجة وهو يعرف هذا، أما الذي يخطئ فهو لا يخطئ عن قصد بل بسبب ضعفه ولذلك فهو يندم ويتوب ويعود إلى الرب ويسأله الغفران، والرب يقبله لأنه يحب الخطأة التائبين ويرافقهم.

أضاف الأب الأقدس يقول: جميعنا خطأة نعم! ولكننا لسنا فاسدين! الفاسد يعيش نوعًا من الاكتفاء الذاتيّ ولا يعرف معنى التواضع. ويسوع قد وبخ الفاسدين وشبّههم بـ "القبور المكلّسة" التي تظهر جميلة للخارج ولكن داخلها ممتلئ بالعظام المائتة والعفن. والمسيحي الذي يتبجّح بكونه مسيحيًّا دون أن يعيش كمسيحي هو واحد من هؤلاء الفاسدين! كلنا نعرف أشخاصًا يعيشون حالات مشابهة ونعرف كم من الألم يسببون للكنيسة! مسيحيون فاسدون، كهنة فاسدون... كم من الألم يسببون للكنيسة لأنهم لا يعيشون بحسب روح الإنجيل بل يتبعون روح العالم!

يكتب القديس بولس في رسالته إلى مسيحيّي روما: "إِنِّي أُناشِدُكم إِذًا، أَيُّها الإِخوَة...لا تَتشَبَّهُوا بِهذِه الدُّنيا، بل تَحَوَّلوا بِتَجَدُّدِ عُقولِكم لِتَتَبيَّنوا ما هي مَشيئَةُ الله، أَي ما هو صالِحٌ وما هو مَرْضِيٌّ وما هو كامِل"، وكأن به يقول لنا ابتعدوا عن منطق هذه الدنيا ومخططاتها التي تحملنا لعيش حياة مزدوجة.

عفنٌ مطليّ: هذه حياة الفاسدين، تابع البابا فرنسيس يقول، ويسوع لم يدعهم خطأة بل مراؤون! وها هو اليوم يدعونا للمغفرة قائلاً: "إِذا خَطِئَ إِلَيكَ أَخوكَ فوَبِّخْهُ، وإِن تابَ فَاغفِر له. وإِذا خَطِئَ إِلَيكَ سَبعَ مَرَّاتٍ في اليَوم، ورجَعَ إِلَيكَ سَبعَ مَرَّاتٍ فقال: أَنا تائِب، فَاغفِر له". هكذا يتصرف هو نفسه مع الخطأة، هو لا يتعب أبدًا من المغفرة شرط ألا تكون حياتنا حياةً مزدوجة وأن نعود إليه نادمين وتائبين. لنطلب اليوم من الرب نعمة الروح القدس ليساعدنا لننجو من كل خداع ونعمة أن نعرف بأننا خطأة ولسنا فاسدين!








All the contents on this site are copyrighted ©.