2013-11-07 14:56:16

البابا فرنسيس: الله يحبنا بالرغم من خطيئتنا


"إن فرح الرب يكمن في إيجاد الخروف الضال لأنه يحب الذين ابتعدوا وضلّوا" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الخميس في عظته مترئسًا القداس الإلهي في بيت القديسة مرتا بالفاتيكان، والتي استوحاها انطلاقًا من نص الإنجيل الذي تقدمه لنا الليتورجية اليوم والذي يخبرنا فيه القديس لوقا مثلي الخروف الضال والدرهم الضائع.

قال البابا فرنسيس: كانَ الفِريسيون والكتبَة يَقولون متذمرين على يسوع: "هذا الرجل يَستَقبل الخاطئين ويَأكل مَعَهم!" معتبرين بأنه يدنس بهذه الطريقة خدمته النبوية لأنه يصادق هؤلاء الأشخاص. أما يسوع فيجيبهم على تذمرهم هذا بالأمثال، ويضرب لهم مثلاً فرحًا، ويظهر ذلك بتكرار القديس لوقا لكلمة فرح في هذا النص، وكأن بيسوع يقول لسامعيه: "أنتم تتذمرون على ما يُفرح أبي". هذه هي الرسالة العميقة التي يريد يسوع أن يوصلها: فرح الرب، لأنه إله لا يحب أن يخسر أحدًا من أبنائه ولذلك يخرج من ذاته ليبحث عن أبنائه. إنه إله يبحث عن جميع البعيدين، تمامًا كالراعي الذي خرج سعيًا وراء خروفه الضال.

تابع الأب الأقدس يقول: هذا هو عمل الله! فهو يخرج للبحث عنا، ويدعو الجميع ليفرحوا معه عندما يجدنا، فهو لا يسمح بأن يضيع أحد من أبنائه، وهذه هي صلاة يسوع التي رفعها للآب في خميس الأسرار: "يا أبت أسألك ألا يهلك أحد من الذين وهبتهم لي". أضاف البابا فرنسيس يقول: إلهنا، إله يسير ليبحث عنا، فهو يحب الذين ابتعدوا وضلّوا ولذلك يسعى لإيجادهم وإعادتهم. قد نتساءل كيف يبحث عنهم؟ هو يبحث حتى يجدهم، تمامًا كذلك الراعي الذي خرج يسعى إلى الضال حتى وجده، وكتلك المرأة التي أَضاعَت دِرهَمًا واحِدًا، فأوقدت السِراج وكنست البَيت وجدّت تبحث عنه حتى وجدته! هكذا يبحث الله عنا ويقول: "هذا ابني ولن أخسره". هذا هو أبانا الذي يبحث عنا دائمًا!

وعندما يجد "الخروف" الضال ويعيده إلى الحظيرة، تابع الأب الأقدس يقول، يضعه مع الآخرين دون أن يذكّره بأنه كان ضالاً بل يعامله كالآخرين ويعيد إليه كرامته، فالله لا يميّز، يبحث عن الضال ويعيده ويفرح به! لأن فرح الرب ليس بموت الخاطئ بل بحياته وتوبته. كم كان أولئك الفريسيون المتذمرون بعيدين عن قلب الآب ومنطقه، يعتبرون أنفسهم متدينين وصالحين لأنهم يطبقون الشريعة، لكنهم في الحقيقة مراؤون! أما فرح الله الآب فهو فرح المحبة، لأنه يحب الجميع! قد يفكر كلٌّ منا في نفسه: "كيف يكون هذا وأنا شخص خاطئ! أما الله فيجيبنا: "أنا أحبك بالرغم من خطيئتك وأذهب بحثًا عنك لأعيدك إلى البيت!" هذا هو أبانا ! لنتأمل بمحبته لنا!








All the contents on this site are copyrighted ©.