2013-11-04 14:24:08

البابا يحتفل بالقداس الإلهي في بازيليك القديس بطرس على نية الكرادلة والأساقفة الذين وافتهم المنية خلال عام 2013


ترأس البابا فرنسيس عند الساعة الحادية عشرة والنصف من صباح اليوم الاثنين القداس الإلهي في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان على نية الكرادلة والأساقفة الذين وافتهم المنية خلال العام الجاري. تخللت الذبيحة الإلهية عظة للحبر الأعظم قال فيها إننا نتذكر اليوم الأخوة الكرادلة والأساقفة الذين عادوا إلى ديار الآب خلال العام 2013.

بعدها توقف البابا فرنسيس عند كلمات القديس بولس الرسول في رسالته إلى أهل روما: "فإني لواثق بأنه لا موت ولا حياة، لا ملائكة ولا رئاسات، لا حاضر ولا مستقبل ولا قوات، لا علو ولا عمق، ولا خليقة أخرى أية كانت، تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع، ربنا". (روما 8: 38-39).

وقال الحبر الأعظم إن رسول الأمم يتحدث عن محبة الله كدافع عميق للثقة والرجاء المسيحيَّين. وقد عدد القوى المعادية التي قد تهدد مسيرة الإيمان، لكنه أكد بثقة أن لا شيء يستطيع أن يفصلنا عن محبة المسيح حتى لو كانت حياتنا كلها محفوفة بالمخاطر والتهديدات. ولفت إلى أن قوى الشر المعادية للإنسان تصاب بالعجز أمام الاتحاد الحميم مع المسيح بالمحبة، والذي يختبره من يقبل الرب بإيمان. إن هذا الواقع يسمح لنا بمتابعة مسيرتنا اليومية بقوة وحزم على الرغم من الصعوبات والتعب.

هذا وأشار البابا فرنسيس إلى أن خطيئة الإنسان تقطع هذه الصلة الحميمة، لكن الله يواصل البحث عن الإنسان، على الدوام، لأنه يريد أن يقيم معه العلاقة التي تستمر أبعد من حدود الموت، وتبلغ ذروتها في اللقاء النهائي مع الآب. إن هذه الثقة تعطي معنى جديدا وكاملا لحياتنا الأرضية وتفتح أمامنا آفاق الرجاء بحياة بعد الموت.

مضى الحبر الأعظم إلى القول: في كل مرة نجد أنفسنا أمام وفاة شخص عزيز نتساءل عما سيحصل بحياته، بعمله وبخدمته للكنيسة. يؤكد لنا سفر الحكمة أن هذه الأمور كلها هي بيد الله، واليد هي أداة لقبول الآخر وإحاطته بالحماية، إنها علامة للعلاقة الشخصية وللاحترام والأمانة.

وتحدث البابا عن الكرادلة والأساقفة الذين فارقوا الحياة خلال العام الجاري وقال إن هؤلاء الرعاة الغيورين كرسوا حياتهم لخدمة الله والأخوة، وهم اليوم بيد الله. كما توجد بيد الله الأيام التي عاشوها، أيام الفرح والألم والرجاء والتعب والأمانة للإنجيل والشغف حيال الخلاص الروحي والمادي لقطيع المؤمنين الذي أوكل إلى رعايتهم. مضى البابا مؤكدا أن الخطايا التي نرتكبها هي أيضا بيد الله الرحومة، لافتا إلى أن المسيح شاء أن يحتفظ بآثار الجرحين على يديه لنشعر نحن أيضا برحمته.

في ختام عظته أكد الحبر الأعظم أن الكرادلة والأساقفة الذين وافتهم المنية خلال العام 2013 كانوا رجالا كرسوا حياتهم لدعوتهم ولخدمة الكنيسة التي أحبوها كرجل يحب زوجته. دعونا نوكلهم إلى رحمة الرب بشفاعة العذراء مريم والقديس يوسف، كيما يقبلهم في ملكوته، ملكوت النور والسلام، حيث يعيش الصالحون إلى الأبد وكل من كانوا شهودا أمناء للإنجيل.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.