2013-10-18 14:47:52

البابا فرنسيس يدعو لزيارة الكهنة والراهبات في بيوت الراحة وللصلاة من أجلهم


موسى ويوحنا المعمدان والقديس بولس هي الشخصيات الثلاث التي تمحورت حولها عظة الأب الأقدس في القداس الذي ترأسه صباح اليوم الجمعة في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان، وقال عاش كل من هؤلاء الثلاثة الخوف والقلق في حياته لكن الرب لم يتركهم أبدًا. ودعا المؤمنين لزيارة الكهنة والراهبات الذين يقيمون في بيوت الراحة وقال إنها مزارات حقيقيّة للقداسة والرسالة.

استهل البابا فرنسيس عظته بالحديث عن بدء حياة القديس بولس الرسوليّة ونهايتها انطلاقًا من القراءات التي تقدمها لنا الليتورجية اليوم ليتوقف بعدها عند هاتين المحطتين في بداية ونهاية حياة كل مسيحي وقال: يخبرنا الإنجيلي لوقا أن الرسل في بداية حياتهم الرسوليّة كانوا أقوياء وفي ريِّق العمر وكانت الشياطين "تخضع لهم باسم يسوع" (لو 10، 17). أما القراءة الأولى من رسالة القديس بولس إلى تلميذه طيموتاوس فهي تبيّن لنا القديس بولس في مغيب عمره: لقد بدأ القديس بولس رسالته بفرح وحماس يحمل الرب في داخله! لكن هذا لم يمنعه من أن يكبر في السن ويشيخ. وعندما أفكر بمغيب العمر أتوجه بتفكيري إلى ثلاثة أشخاص موسى ويوحنا المعمدان والقديس بولس. موسى رئيس شعب الله الشجاع الذي حارب ضدّ العدو وضدّ الله أيضًا ليخلّص شعبه: لقد كان قويًّا، ولكن في نهاية حياته بقي وحده على الجبل ينظر إلى أرض الميعاد ولكنه لم يدخلها. لقد حرم من الدخول إلى أرض الميعاد. أما بالنسبة ليوحنا المعمدان فقد عاش هو أيضًا القلق والخوف في المرحلة الأخيرة من حياته.

تابع البابا فرنسيس يقول: لقد وُجب على يوحنا المعمدان أن يواجه الشك الذي كان يعذّبه ووقع بين يدي الحاكم الضعيف والثمل والفاسد وتحت سلطان الحسد والزنى ليصبح ضحيّة نزوة راقصة. نقرأ في رسالة القديس بولس إلى تلميذه طيموتاوس عن الذين تركوه والذي أساء إليه ولبشارته وأنه تُرك وحده في دفاعه الأول ولم يحضر أحدًا للدفاع عنه، لكنه يقول: "ولكِنَّ الرَّبَّ كانَ معي وَقَوَّاني، لِتَقومَ البِشارةُ عن يَدي، وَتَبْلُغَ جَميعَ الوَثنِيِّين".

هنا تكمن عظمة الرسول، أضاف البابا يقول، لقد عاش في حياته قول يوحنا المعمدان: "له ينبغي أن ينمو ولي أن أنقص". فالرسول هو الذي يعطي حياته في سبيل الرب! وهذا هو مغيب العمر... وهذا هو أيضًا وعد يسوع لبطرس: "عندما تشيخ، آخر يشد حقويك ويأخذك حيث لا تشاء". عندما أفكر في مغيب عمر هذا الرسول أتذكّر في قلبي مزارات الرسالة والقداسة: بيوت الراحة المخصصة للكهنة والراهبات: كهنة وراهبات صالحون! شاخوا ويعيشون ثقل الوحدة بانتظار مجيء الرب ليقرع على أبواب قلوبهم. هذه البيوت هي مزارات حقيقيّة للرسالة والقداسة في الكنيسة ولا يجب أن ننساهم أبدًا!

إذا نظرنا في العمق، تابع الحبر الأعظم يقول، هذه البيوت جميلة جدًّا، غالبًا ما أسمع الأشخاص يقولون سنذهب في رحلة حج إلى مزار العذراء، أو مزار القديس فرنسيس، لكنني أتساءل هل هناك من يرغب منا في زيارة إحدى مزارات القداسة والرسالة هذه؟ لقد قال لي أحدكم مؤخرًا عندما كنت في بلد الرسالة كنت أزور المدافن للصلاة على نيّة المرسلين كهنة وراهبات الذين دفنوا هناك منذ خمسين ومئة أومائتين عام، جميعهم مجهولون الهويّة، وأضاف يقول لي: يمكنهم جميعًا أن يكونوا قديسين! هذه هي القداسة، القداسة في حياة كلّ يوم! وفي بيت الراحة هؤلاء الكهنة والراهبات ينتظرون الرب تمامًا كما يكتب القديس بولس في رسالته، بقليل من الحزن ولكنهم ممتلئين بالسلام والفرح يرتسم على وجوههم!

ختم الأب الأقدس عظته بالقول: من الجيد لنا جميعًا أن نفكر في هذه المرحلة من حياتنا، في مغيب العمر الذي ينتظرنا جميعًا، ولنطلب من الله أن يحفظ جميع الذين يعيشون هذه المرحلة الأخيرة من حياتهم ليقولوا له مرة أخرى: "نعم يا رب أريد أن أتبعك!"








All the contents on this site are copyrighted ©.