2013-10-11 14:47:36

البابا فرنسيس: "علينا أن نتنبّه دائمًا من خداع الشيطان"


"علينا أن نتنبّه دائمًا من خداع الشيطان" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الجمعة في عظته مترئسًا القداس الإلهي في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان وأكّد أنه لا يمكننا إتباع يسوع والانتصار على الشرّ إلا باتخاذ قرار جذري لأننا لا يمكننا أن نعلن حقيقة نسبيّة في صراعنا ضد الشيطان.

تمحورت عظة البابا اليوم حول إنجيل القديس لوقا الذي تقدّمه لنا الليتورجية اليوم والذي نقرأ فيه: "كان يسوعُ يطرُدُ شَيطانًا أخرسَ. فَلَمَّا خَرَجَ الشَّيطان، تَكلَّمَ الأَخرس، فأُعجِبَ الجُموع. على أَنَّ أُناسًا مِنهم قالوا: إِنَّه بِبَعلَ زَبولَ سَيِّدِ الشَّياطين يَطرُدُ الشَّياطين"، وقال لقد حاول العديد التخفيف من عظمة أعمال يسوع والحدّ من هويّته محولينه إلى مجرد شافٍ للأمراض كغيره وهذا التصرف نراه أيضًا في عالم اليوم! هناك العديد من الكهنة عندما يقرؤون هذا النص من الإنجيل يقولون أن يسوع شفى ذلك الرجل من مرض نفسيّ. صحيح أنه في ذلك الزمان كان من السهل أن يخلط المرء بين الصرع والمس الشيطاني، ولكننا لا يمكننا أن ننفي وجود الشيطان في ذلك الزمان أيضًا. لا يحقُّ لنا أن نبسّط الأمور قائلين: جميع هؤلاء الممسوسين هم مجرد مرضى نفسيين. لأن الشيطان حاضر في أولى صفحات الكتاب المقدّس وينتهي الكتاب المقدس بانتصار الرب على الشيطان.

لذلك تابع البابا فرنسيس يقول: لا يمكننا أن نكون بهذه السذاجة لأن الرب يعطينا بعض المعايير لنميّز حضور الشر ونعرف كيف نختار الطريق الصحيح الذي علينا إتباعه. والمعيار الأول هو إتباع يسوع بشكل جذري فالرب يقول لنا: "مَن لم يَكُنْ مَعي كانَ علَيَّ، ومَن لم يَجمَعْ مَعي كانَ مُبَدِّدًا". ويسوع قد جاء ليدمّر الشيطان ويحررنا من عبوديّة الشرّ والخطيئة. هذه هي الحقيقة ولا يمكننا أن نقول أننا نبالغ بها لأن هذه الحقيقة لا تقبل تعديلات أو تنازلات! نحن في صراع وهذا الصراع يحدد خلاصنا جميعًا. ثم علينا أن نسهر ونتنبّه تابع الأب الأقدس يقول، وخصوصًا لخداع الشيطان وإغراءاته.

لنسأل أنفسنا إذا: هل أسهر على نفسي وعلى قلبي؟ على شعوري وأفكاري؟  هل أحافظ على كنز النعمة في داخلي؟ هل أحافظ على حضور الروح القدس فيّ حياتي؟ إن لم تحافظ على هذه الأمور سيأتي من هو أقوى منك وينتزعها منك ولكِن إِذا فاجَأَه مَن هُو أَقوى مِنهُ وغَلَبَه، يَنتَزِعُ ما كانَ يَعتَمِدُ علَيه مِن سِلاح، ويُوَزِّعُ أَسْلابَه. اسهروا إذا! أضاف الحبر الأعظم يقول: هناك ثلاثة معايير: الأول: لا تخلط الحقيقة فيسوع يصارع ضد الشيطان، الثاني: من ليس مع يسوع فهو عليه، وليس هناك خيار آخر. والثالث: إسهر وتنبّه على قلبك لأن الشيطان خداع ماكر، وهو لا يزال يجوب الأرض حتى اليوم الأخير.

تابع البابا فرنسيس يقول، يخبرنا يسوع أِنَّ الرُّوحَ النَّجِس، إِذا خَرَجَ مِنَ الإِنسان، هامَ في القِفارِ يَطلُبُ الرَّاحَةَ فلا يَجِدُها فيَقول: أَرجعُ إِلى بَيتيَ الَّذي مِنهُ خَرَجْتُ. فيأتي فَيَجِدُهُ مَكْنوسًا مُزَيَّنًا. فيَذْهَبُ ويَستَصحِبُ سَبعَةَ أَرواحٍ أَخبَثَ مِنه، فيَدخُلونَ ويُقيمونَ فيه، فتَكونَ حالةُ ذلكَ الإِنسانِ الأَخيرة أَسوأَ مِن حالَتِه الأُولى. لذا إسهروا! وأضاف البابا يقول يبدأ إنجيل اليوم بيسوع الذي يطرد الشيطان وينتهي بقول يسوع لنا بأن الروح النجس سيعود، ويقول لنا القديس بطرس: "كونوا قَنوعينَ ساهِرين. إِنَّ إِبليسَ خًصْمَكم كالأَسدِ الزَّائِرِ يَرودُ في طَلَبِ فَريسةٍ لَه، فقاوِموه راسِخينَ في الإِيمان" إنها الحقيقة وهذا هو كلام الرب أيضًا!

وختم الأب الأقدس عظته بالقول: لنسأل الرب نعمة أن نأخذ كلامه هذا على محمل الجد، فهو قد جاء ليحارب من أجل خلاصنا، وقد غلب الشيطان من أجلنا! لذلك أسالكم ألا تفسحوا له المجال، لأن الروح النجس يهيم بحثًا عن بيت له! فاسهروا وكونوا دائمًا مع يسوع!








All the contents on this site are copyrighted ©.