2013-10-03 14:35:40

كلمة البابا فرنسيس للمشاركين في احتفالات الذكرى السنوية الخمسين للرسالة العامة "السلام في الأرض"


التقى قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الخميس بالمشاركين في احتفالات الذكرى السنوية الخمسين للرسالة العامة "السلام في الأرض" في قاعة كليمينتينا بالقصر الرسولي في الفاتيكان وألقى كلمة تحدث فيها عن الإطار السياسي والاجتماعي الذي دفع الطوباوي البابا يوحنا الثالث والعشرين على إصدار هذه الرسالة العامة في الحادي عشر من نيسان أبريل عام 1963، وقال: ما هو الأساس في بناء السلام؟ تذكرنا الرسالة العامة "السلام في الأرض" بأن السلام يكمن في المصدر الإلهي للإنسان والمجتمع والسلطة، وهو يلزُم الأفراد والعائلات ومختلف المجموعات الاجتماعيّة والدول بعيش علاقات عدالة وتضامن. لذا فمن واجب جميع البشر أن يبنوا السلام على مثال يسوع المسيح من خلال تعزيز العدالة وعيشها بالمحبة والحق، والمساهمة كلٌّ بحسب معطياته في نموٍّ بشريٍّ شامل.

تابع الأب الأقدس يقول: بالنظر إلى واقعنا الحالي، أتساءل إن كنا قد فهمنا الدرس الذي علمتنا إياه هذه الرسالة. أتساءل إن كانت كلمات عدالة وتضامن هي مجرد كلمات في معاجمنا أم أننا نعمل على تحقيقها في حياتنا. يذكرنا الطوباوي يوحنا الثالث والعشرين بوضوح أنه ما من سلام حقيقي وتناغم إن لم نعمل لأجل مجتمع أكثر عدالة وتماسكا، وإن لم نتخط الكبرياء والمصالح الشخصيّة.

أضاف الحبر الأعظم يقول: ما هي تبعات المصدر الإلهي للإنسان والمجتمع والسلطة؟ تركّز الرسالة العامة "السلام في الأرض" على تَبِعة أساسيّة: قيمة الشخص البشري، كرامة كل كائن بشري التي يجب تعزيزها، احترامها وحمايتها دائمًا. لذلك لا يجب أن تُضمن الحقوق المدنيّة والسياسية الأساسية فقط – كما يؤكّد الطوباوي يوحنا الثالث والعشرون – وإنما يجب أن تُقدم أيضًا لكل فرد الفرصة ليتمكن من الحصول على القوت والبيت، الخدمة الصحيّة والتعليم والفرصة لتأسيس عائلة وإعالتها.

تابع البابا فرنسيس يقول: لا تبغي هذه الرسالة التأكيد على واجب الكنيسة في إعطاء توجيهات ملموسة حول مواضيع يجب أن تطرح للنقاش الحرّ،   لاسيما وأن العقيدة لا تقدم حلولاً عملية في المجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي وإنما الحوار والإصغاء، الصبر واحترام الآخر، الصدق والاستعداد لإعادة النظر في الآراء الشخصيّة. في الواقع، إن نداء السلام الذي أطلقه البابا يوحنا الثالث والعشرون عام 1962 كان يهدف لتوجيه المباحثات الدوليّة بحسب هذه الفضائل.

أضاف الحبر الأعظم يقول: يمكن لمبادئ الرسالة العامة "السلام في الأرض" الأساسيّة أن تقود بشكل مثمر الدراسات والنقاشات التي تقومون بها حول الضرورة التربويّة، تأثير وسائل الاتصالات الاجتماعيّة على الضمائر، التمكن من الاستفادة من موارد الأرض، الاستعمال الجيّد والسيّئ لنتائج الأبحاث البيولوجيّة، سباق التسلح والإجراءات الأمنيّة على الصعيدين الوطنيّ والعالميّ، والأزمة الاقتصاديّة التي تشكّل ظاهرة خطيرة لغياب احترام الإنسان والحقيقة. ترسم لنا هذه الرسالة العامة خطًّا يبدأ من السلام الذي يجب بناؤه في قلوب البشر لتقدم لنا مثالاً في النمو والعمل على مختلف المستويات ليصبح عالمنا عالم سلام. فهل نحن مستعدون لقبول هذه الدعوة؟

وختم البابا فرنسيس كلمته للمشاركين في احتفالات الذكرى السنوية الخمسين للرسالة العامة "السلام في الأرض" بالقول: أصدقائي الأعزاء، ليساعدنا الرب بشفاعة مريم ملكة السلام لنقبل في قلوبنا السلام عطية المسيح القائم من الموت، ونعمل دائمًا بالتزام وإبداع من أجل الخير العام.








All the contents on this site are copyrighted ©.