2013-10-02 13:00:45

مداخلة أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول أمام المشاركين في أعمال الجمعية العامة الـ68 لمنظمة الأمم المتحدة


أدلى أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول المطران دومينيك مامبيرتي بمداخلة يوم أمس الثلاثاء أمام المشاركين في أعمال الجمعية العامة الثامنة والستين لمنظمة الأمم المتحدة المنعقدة حاليا في القصر الزجاجي بنيويورك. وأكد سيادته أن البابا فرنسيس عرف كيف يفتح، مع بداية حبريته، أفقا جديدة للرجاء ترتكز إلى ثقافة اللقاء، التي ينبغي أن تشكل بدورها ركيزة لكل العلاقات الاجتماعية والفردية والدولية. وهذه الثقافة تتمحور حول الإقرار بقيمة الشخص الآخر وبحقوق الجماعات والدول مع الاعتراف بكرامة كل كائن بشري.

وعبر المطران مامبرتي عن أمله بأن يكون التضامن الدولي مصدر وحي لأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام، لافتا أيضا إلى يوم الصوم والصلاة من أجل السلام في سورية والشرق الأوسط والعالم كله والذي دعا إليه البابا فرنسيس في السابع من أيلول سبتمبر الماضي، وأكد المطران مامبيرتي أن هذا اليوم شهد مشاركة العديد من رجال الدين المنتمين إلى مختلف الأديان والطوائف.

هذا ثم أمل سيادته أن يساهم هذا اللقاء في إعادة إحياء المبادئ والمفاهيم الأساسية التي شكلت ركيزة منظمة الأمم المتحدة، والتي ما تزال آنية وتساهم بدورها في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية مع حلول العام 2015. وأكد أن تحقيق نمو متكامل للإنسان يمر عبر تعزيز دور العائلة، المرتكزة إلى الزواج بين رجل وامرأة، وحماية حقوقها.

بعدها تحدث المطران مامبيرتي عن بعض المشاكل التي تقف عائقا في وجه تحقيق الأهداف الإنمائية مشيرا بنوع خاص إلى الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية التي بدأت في العام 2008. كما عبر عن أسفه لكون القضايا الاقتصادية التي تعني العالم كله تُناقش غالبا على نطاق ضيق، ضمن بعض الدول أو المجموعات، شأن مجموعة العشرين على سبيل المثال، وتُستثنى من هذه النقاشات الدول الفقيرة أو تلك التي لديها عدد ضئيل من السكان. ومن هذا المنطلق ـ تابع يقول ـ لا بد من وضع بنى مالية وتجارية تكون منصفة وعادلة بالنسبة لجميع الدول وتضمن في الوقت نفسه حياة كريمة للجميع.

كما أشار أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول إلى مشاكل أخرى خطيرة تقف أيضا عائقا في وجه تحقيق الأهداف المرجوة وفي طليعتها الحرب والإرهاب والجريمة المنظمة وأشكال أخرى من العنف المسلح، على الصعيدين الوطني والدولي، ولذا لا بد من النظر في هذه المشاكل والسعي إلى إيجاد حلول لها، بدءا من الحرب الدائرة في سورية. وذكّر مامبرتي بأن الأمم المتحدة تأسست بهدف إبعاد شبح الحرب عن الأجيال المستقبلية وأكد أيضا أن الوضع في منطقة الشرق الأوسط ما يزال تبعث على القلق الشديد، ناهيك عن الأوضاع الراهنة في عدد من دول أفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا، ولفت إلى الرسالة التي بعث بها البابا فرنسيس إلى المشاركين في قمة مجموعة الثماني في سان بترسبورغ، والتي ذكّر من خلالها قادة العالم بمسؤولياتهم تجاه سورية.

وختم الدبلوماسي الفاتيكاني مداخلة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مشيرا إلى أن بلوغ السلام ممكن في العالم إذا ما تحملت كل دولة مسؤولياتها وسعت إلى تحقيق الخير المشترك.








All the contents on this site are copyrighted ©.