2013-09-21 14:26:30

مداخلة مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف حول "الأطفال والنزاعات المسلحة"


"الأطفال والنزاعات المسلحة": عنوان مداخلة ألقاها مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى مكاتب الأمم المتحدة في جنيف خلال انعقاد الدورة العادية الرابعة والعشرين لمجلس حقوق الإنسان الأيام الفائتة، وقال رئيس الأساقفة سيلفانو تومازي إن آفة تجنيد الأطفال تتواصل اليوم في بلدان عديدة، ويُقدر عددهم بمائتين وخمسين ألف طفل، يُجنَّد معظمهم بالقوة، فيما يتم جذب البعض عبر وعود كاذبة بإنقاذهم من الفقر المدقع وتأمين وجبة طعام يومية، كما ويتم استغلالهم جنسيا وإجبارهم على القتل، ويُحرمون هكذا من حقوقهم الإنسانية الأساسية ومن مستقبل سليم.

وأضاف المطران تومازي أن الأطفال المجندين يشكلون تحديا للمجتمع الدولي الذي لا يزال يكافح لحمايتهم من العنف، وأكد أن الكرسي الرسولي يعي جيدا القيمة الاجتماعية لطفولة سليمة، وأشار إلى أن مَن يجنّد الأطفال يسرق منهم الحق في تعلّم السلام كوسيلة للتعايش البناء في المجتمع، والحق بالعيش في كنف العائلة كمدرسة طبيعية للسلام والنمو السليم.

وتابع مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف قائلا إن القانون الدولي يقدّم حماية خاصة للأطفال، لكن الهوة بين التشريع والتطبيق لا تزال كبيرة، وأكد بالتالي أن احترام الاتفاقية حول حقوق الطفل والبروتوكول الاختياري المتعلق بتورط الأطفال في النزاعات المسلحة يستطيع فعل الكثير، وأشار إلى أن التصديق على هذا البروتوكول ينبغي أن يصبح أولوية للدول التي لم تصدق بعد عليه. وأشار المطران سيلفانو تومازي إلى أن المنظمات المدنية والدينية التي تعمل لصالح التطبيق الكامل لهذه الأدوات تستحق كل ثناء ودعم، إذ تظهر من خلال التزامها الاعتراف بالكرامة المتساوية للأطفال، كما وأكد أن الكنيسة الكاثوليكية ملتزمة بدورها في تقديم مساعدة خاصة للناجين من أعمال العنف هذه.

وأضاف المطران تومازي أن العلاقة القائمة بين الفقر المدقع والحرمان الاجتماعي تعزز النزاعات وتجنيد الأطفال في مجموعات مسلحة، وأشار إلى أنه ـ ولتأمين بيئة تحمي الأطفال ـ لا بد من نمو اقتصادي واجتماعي لاسيما ضمان الحصول على التعليم وتنشئة رأي عام يحترم الأطفال ويهتم بمستقبلهم. وفي ختام مداخلته أمام مجلس حقوق الإنسان قال مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى مكاتب الأمم المتحدة في جنيف: لا ينبغي على المجتمع أن يسمح بأن تُهدر طاقات الأطفال والشباب في البحث عن أهداف هدّامة، إنما ينبغي مساعدتهم كي يساهموا لصالح الخير المشترك وبناء ثقافة السلام والحوار والتضامن. وللقضاء على الجرح الاجتماعي للأطفال المجندين، ينبغي العمل لصالح السلام وتحقيقه.








All the contents on this site are copyrighted ©.