2013-09-21 14:24:03

البابا فرنسيس: "الله الذي نؤمن به هو إله يحب الإنسان ويريد أن يُظهر له نفسه"


استقبل البابا فرنسيس صباح اليوم السبت في قاعة كليمينتينا بالقصر الرسولي في الفاتيكان المشاركين بأعمال الجمعيّة العامة للمجلس البابوي لوسائل الاتصالات الاجتماعيّة، وللمناسبة ألقى البابا كلمة ترحيبيّة شكر فيها المطران كلاوديو ماريا تشيللي رئيس المجلس البابوي وقال أود أن أتأمل معكم حول بعض النقاط، أولاً أهميّة الإعلام في الكنيسة. تصادف هذه السنة الذكرى الخمسين للموافقة على القرار المجمعي في وسائل الاتصالات الاجتماعية "Inter mirifica" وهذه ليست مجرّد ذكرى لأن هذا المستند يعبر عن اهتمام الكنيسة بالإعلام وبوسائل الاتصالات الاجتماعيّة وعن أهميتها في الكرازة.

أضاف الأب الأقدس يقول: لقد لوحظ في السنوات العشر الماضية تقدُّم واضح في وسائل الاتصالات الاجتماعية، لكن اهتمام الكنيسة هذا يبقى نفسه وإنما يتّخذ أشكالا وتوجهات جديدة، فعالم الإعلام قد أصبح أكثر فأكثر للعديد من الأشخاص "بيئة حياة"، شبكة يتواصلون من خلالها ويوسعون آفاق معرفتهم وعلاقاتهم. وأضاف البابا يقول أتوقف فقط عند هذه الجوانب الايجابية بالرغم من معرفتنا جميعًا بوجود بعض العوامل المضرّة.

تابع البابا فرنسيس يقول: ثانيًا علينا أن نسأل أنفسنا: ما هو دور الكنيسة نظراً لواقعها العملي والتواصلي؟ أعتقد أن هدفنا يكمن في الدخول في حوار مع رجال ونساء اليوم لفهم انتظاراتهم ومخاوفهم وآمالهم. إنهم رجال ونساء خاب أملهم في "مسيحيّة" أصبحت بحسب رأيهم عقيمة وتجد صعوبة في نقل المعنى العميق الذي نناله من خلال عطيّة الإيمان.

في الواقع، تابع الحبر الأعظم يقول، نشهد اليوم في عصر العولمة هذا نموًا للاضطراب والإقصاء ونرى تفشّيا لفقدان معنى الحياة وعدم القدرة على الانتماء والصعوبة في نسج علاقات عميقة. لذا، من الأهمية بمكان أن نعرف كيف نحاور ونميّز، حتى داخل البيئة التي ولدتها التقنيات الجديدة والشبكات الاجتماعيّة، لنُظهر حضورًا يصغي يحاور ويشجّع. لا تخافوا من أن تكونوا هذا الحضور ومن أن تظهروا هويتكم المسيحيّة في هذا الإطار أيضًا لأن الكنيسة التي ترافق تعرف أيضًا كيف تسير مع الجميع!

أضاف البابا فرنسيس يقول: إنه تحد علينا أن نواجهه معًا، وعلينا أن نسأل أنفسنا هل نحن قادرون، في هذا الإطار أيضًا، عل حمل المسيح وحمل الآخرين على اللقاء به؟ هل نحن قادرون على نقل وجه كنيسة تكون "منزلاً" للجميع؟ وأن نكشف للآخرين، من خلال وسائل الاتصالات الاجتماعيّة، جمال ما هو أساس مسيرتنا وحياتنا، جمال الإيمان واللقاء بالمسيح. لأنه وإن كان ضمن إطار الإعلام نحن بحاجة لكنيسة قادرة على حمل الدفء للقلوب، فهل يمكن لحضورنا ومبادراتنا أن تجيب على هذه الحاجة؟ لدينا كنز ثمين لننقله، كنز يحمل النور والرجاء، والعالم بحاجة ماسة له! لكن هذا كله يتطلب منا اهتمامًا وتنشئة مناسبة للكهنة والرهبان والراهبات والعلمانيين في هذا القطاع أيضًا.

أضاف الأب الأقدس يقول إن القارة الرقمية الكبيرة ليست مجرد تكنولوجيا، بل هي مكونة من رجال ونساء حقيقيين يحملون في داخلهم آمالهم وآلامهم، مخاوفهم وبحثهم عن الحقيقة والجمال والصلاح. لذلك من الأهمية بمكان أن نعرف كيف نرشدهم ونحمل المسيح إليهم بمشاركتهم أفراحهم وآمالهم على مثال مريم العذراء التي حملت المسيح إلى قلب الإنسان، من الضروري أن نعرف كيف ندخل في ضباب اللامبالاة دون أن نضيع، ونغوص في الليل الأكثر ظلامًا دون أن يغمرنا فنتوه، ونصغي إلى أوهام العديد من الأشخاص دون أن ننخدع، ونقبل خيبات الأمل دون أن نعيش في المرارة والحسرة، ونلمس تفكك الآخرين دون أن نتفكك ونفقد هويتنا.

ختم البابا فرنسيس كلمته للمشاركين بأعمال الجمعيّة العامة للمجلس البابوي لوسائل الاتصالات الاجتماعيّة بالقول: إن اهتمام الكنيسة وحضورها مهمان في عالم الإعلام للحوار مع إنسان اليوم وحمله على اللقاء بالمسيح متيقنين أننا وسائل وأن المشكلة لا تكمن في امتلاك تقنيات جديدة وإن كانت ضرورية لحضور آني وفعال. ليكن واضحًا دائمًا لدينا أن الله الذي نؤمن به هو إله يحب الإنسان ويريد أن يُظهر له نفسه من خلال وسائلنا وإن كانت فقيرة لأنه هو الذي يعمل وهو الذي يحول وهو الذي يخلّص حياة الإنسان. لنصلِّ إذا لكي يدفئ الرب قلوبنا ويعضدنا في رسالة حمله إلى العالم.








All the contents on this site are copyrighted ©.