2013-09-05 14:34:54

خطاب البابا فرنسيس إلى كاثوليكوس كنيسة السريان المالانكار الأرثوذكسية


استقبل البابا فرنسيس صباح اليوم الخميس في الفاتيكان كاثوليكوس كنيسة السريان المالانكار الأرثوذكسية بازيليوس مار توما بولس الثاني. وجه الحبر الأعظم لضيفه كلمة استهلها مرحبا به وبالوفد المرافق خلال زيارة الحج إلى ضريح القديس بطرس الرسول. وحيا من خلاله كنيسة السريان المالانكار الأرثوذكسية التي ولدت بفضل الشهادة التي قدمها القديس توما الرسول للسيد المسيح لغاية استشهاده. بعدها توقف البابا عند شهادة القديس توما، عندما آمن بالمسيح القائم من الموت وقال له "ربي وإلهي" وذلك بعد أن لمس جراح السيد المسيح ومضى الحبر الأعظم قائلا إن هذا الإيمان يجمعنا اليوم ويدفعنا باتجاه تكثيف الالتزام المسكوني والتلاقي والحوار بحثا عن الشركة التامة.

بعدها تذكر البابا الزيارة التي قام بها الكاثوليكوس مار بازيليوس مار توما متى الأول إلى سلفه البابا يوحنا بولس الثاني في الفاتيكان في حزيران يونيو من العام 1983، وأقر الرجلان بإيمانهما المشترك بالسيد المسيح، وتكرر هذا اللقاء في العام 1986 خلال الزيارة الرسولية التي قام بها البابا فويتيوا إلى الهند وشدد خلالها على ضرورة البحث المشترك عن الحلول للمشاكل الرعوية الراهنة والنمو معا في المحبة الأخوية والحوار اللاهوتي، لأن هذه هي الوسائل الكفيلة في تحقيق المصالحة بين المسيحيين من جهة ومع العالم كله من جهة ثانية. كما أكد يوحنا بولس الثاني آنذاك التزام الكنيسة الكاثوليكية في السير في هذا الاتجاه تماشيا مع روح المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني.

أكد البابا فرنسيس أن هذين اللقاءين أطلقا مسيرة من الحوار وأديا إلى إنشاء لجنة مختلطة أدت للتوصل إلى اتفاق في العام 1990 يوم عيد العنصرة. وقد واصلت هذه اللجنة عملها، وتمكنت من تحقيق تقدم على هذا الصعيد خصوصا فيما يتعلق بالاستخدام المشترك لدور العبادة والمدافن وغيرها من القضايا.

هذا ثم أشار الحبر الأعظم إلى أن المسيرة المسكونية تتطلب أيضا النظر بثقة إلى الخطوات التي تم تحقيقها في الماضي والعمل على تخطي الأحكام المسبقة والانغلاق على الذات التي شكلت في الماضي مصدرا للانقسامات بغية الانفتاح على ثقافة التلاقي والتربية على التفاهم المتبادل والعمل من أجل الوحدة. وهذا الأمر ـ تابع البابا قائلا ـ يتطلب منا تكثيف الصلاة والالتزام المشترك كيما نتمكن من تحقيق التقارب وتوطيد علاقات الصداقة على مختلف الأصعدة وتعزيز التعاون المشترك في كافة المجالات. وختم الحبر الأعظم حاثا ضيفه على مواصلة السير معا، والتطلع بأعين الثقة إلى اليوم الذي ستتحقق فيه الشركة الإفخارستية حول مذبح السيد المسيح.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.