2013-08-27 14:46:20

البطريرك الماروني: المصالحة هي حاجة مجتمعنا اللبناني وكل المجتمعات البشريّة


في عظته مترئسا قداس الأحد في المقر البطريركي الصيفي في الديمان ـ شمال لبنان، قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي: لا يسعنا في المناسبة إلا أن نستنكر وندين بشدّة الإنفجارين المروّعين في طرابلس وقد وقع ضحيتهما مواطنون أبرياء: ما يزيد على خمسة وأربعين شهيدًا، وخمسماية جريح، وأضرار مادية باهظة. يا لهول الجريمة ضدّ الله والإنسانية ولبنان وشعبه، وقد تلت تفجير محلّة الرويس بضاحية بيروت الجنوبية التي أدانها الجميع.

ونقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية المارونية، أضاف غبطته: يا له من إجرام ارتُكبَ في جنوب العاصمة بيروت وفي قلب طرابلس عاصمة الشمال. إنّه يدلّ على الوحشية، وتجريد الإنسان من إنسانيته لدى كل من يقترفه ويدبّره ويموّله ويحرّض عليه! وتابع يقول: أمام الإنفجارات في الضاحية الجنوبية من بيروت، وفي طرابلس مقابل مسجدَين، والمؤمنون في صلاة، لا يكفي التنديد والإدانة، على أهميتهما. بل يجب على أصحاب السلطة في لبنان والأفرقاء المتنازعين الرافضين الجلوس معًا إلى طاولة الحوار، والذين يعطّلون تأليف حكومة جديدة، ويشلّون عمل المجلس النيابي، ويعلّقون مجرى الحياة العامّة، تشريعًا وإدارةً ومشاريعَ إجرائيّة، أن يدركوا أنهم هم أنفسهم المسؤولون عن الفلتان الأمني وتفشّي السلاح غير الشرعي، وتنقّل السيّارات المُفخّخة من منطقة إلى أخرى، وعن التسبّب بالإنفجارات. إنّ مسؤوليتهم الجسيمة عن هذه الكوارث الوطنيّة، توجب عليهم إخراجَ لبنان من محاور النزاع الإقليمي المذهبي وارتباطاته الدّوليّة، وتحريرَه من إملاء القرار الخارجي والتبعيّة له، وعدم ربط مصيره بتطوّر الأحداث في سوريّا وسواها.

وتابع البطريرك الماروني أن المصالحة هي حاجة مجتمعنا اللبناني وكل المجتمعات البشريّة. فالمصالحة والغفران هما نقطة الانطلاق نحو مستقبلٍ جديدٍ أفضل. معَ المصالحة تنتهي حربُ المصالح الشخصيّة والفئويّة والمذهبية التي هي أخطر من الحرب المسلّحة. وبالمصالحة تخمد الخلافات وتزول العداوات وتتبدّل الذهنيّات. وإنّا ندعو للمصالحة أوّلاً مع الله والذات بروح التوبة؛ وإلى المصالحة الإجتماعيّة بترميم العلاقة مع الآخر من خلال حلّ الخلافات والنزاعات وسوء التفاهم، ومع الفقراء وسائر المعوِزين بمبادرات محبّة، ومع الجميع بتعزيز العدالة الإجتماعيّة ورفع الظلم والفساد، وتأمين الحقوق الأساسيّة؛ فإلى المصالحة السياسيّة بإعادة بناء الوحدة الوطنيّة ودولة الحقّ الصالحة والعادلة؛ أخيرًا المصالحة الوطنيّة القائمة على التزام عقد إجتماعي يُجدّد ميثاقنا الوطني ويُحصّن العيشَ معًا، ومشاركة الجميع العادلة والمنصفة في إدارة شؤون البلاد.








All the contents on this site are copyrighted ©.