2013-08-06 14:00:47

6 آب أغسطس 2013: الذكرى السنوية الـ35 لوفاة البابا بولس السادس


في مثل هذا اليوم ولخمس وثلاثين سنة خلت وافت المنية السعيد الذكر البابا بولس السادس في القصر الرسولي الصيفي بكاستل غندولفو. وقد بدأت حبرية بولس السادس في الثلاثين من حزيران يونيو 1963 في ساحة القديس بطرس بدولة حاضرة الفاتيكان عندما تم للمرة الأولى في تاريخ الكنيسة احتفال تتويج البابا بعد انتخابه على السدة البطرسية في الحادي والعشرين من الشهر عينه، ونال التاج البابوي من يد مؤمني أبرشيته ميلانو.

انتُخب البابا جوفاني باتيستا مونتيني بعد أن عمل طيلة ثلاثة عقود في الكوريا الرومانية وتسلم كرسي أكبر أبرشية كاثوليكية في العالم، وهي أبرشية ميلانو. كان القديس أغسطينس المعلم الروحي للبابا بولس السادس وكان يقول: كمن يبهره نور الشمس أغمض عينيّ أمام السر اللامتناهي للثالوث الأقدس، وأحمل في قلبي كما كبيرا من التطويبات". وقد حرك هذا الحبرَ الأعظم حبه الكبير تجاه الكنيسة وكان يردد قائلا إنه عاش من أجل الكنيسة وحسب. وكان يتحدث على الدوام عن ضرورة تجديد الكنيسة وإصلاحها، مع التشديد على أهمية التوبة والارتداد بالنسبة لأعضاء كنيسة المسيح وهذا الأمر جوهري كي نتمكن من إصلاح الكنيسة.

كما كانت تحرك البابا جوفاني باتيستا مونتيني الرغبة في اتّباع السيد المسيح والسير على خطاه وكان يحمل في قلبه الطاقة الروحية والمعنوية اللازمة للسير في هذا الاتجاه. وكان يسطر ضرورة أن تظهر الكنيسة الكاثوليكية كما يريدها المسيح: وأن تكون قديسة موجهة نحو الكمال لأن الرب يدعوها إلى أن تكون كاملة ويساعدها على بلوغ هذا الهدف. وكان يؤكد البابا بولس السادس أن على الكنيسة أن تهب ذاتها إلى العالم كي تضعه في تواصل مع الإنجيل المقدس. وكان يقول بهذا الصدد: ينبغي على الكنيسة أن تقيم حوارا مع العالم الذي تعيش في وسطه.

شعر هذا الحبر الأعظم بالحاجة الماسة والملحة إلى عيش الاتحاد الذي اختبره وعاشه تلامذة السيد المسيح. وقد تميّزت حبيرته بالالتزام الدؤوب في سبيل الوحدة، لاسيما في العمل من أجل استعادة الوحدة التامة والمنظورة مع الكنائس الأرثوذكسية. وقد شكلت علاقة الصداقة التي كانت تربطه بالبطريرك أثيناغوراس مثالا نيرا خلال خدمته البطرسية.

وقد وجه البابا مونتيني رسالة إلى البطريرك أثيناغوراس في العام 1971 تطرق فيها إلى علاقة الشركة الكاملة تقريبا والموجودة أصلا بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الأرثوذكسية الشقيقة. وأكد بولس السادس أن الروح القدس سمح لنا خلال السنوات الماضية بإدراك هذا الواقع الهام. والروح القدس يزرع في قلوبنا جميعا الرغبة والإرادة الراسختين كي نبذل كل جهد ممكن لنصل إلى اليوم المنتظر حيث نجتمع معا حول مائدة الرب.

ولمناسبة الذكرى السنوية الخامسة والثلاثين لوفاة البابا مونتيني في السادس من آب أغسطس 1978 نشرت صحيفة أوسيرفاتوريه رومانو الفاتيكانية مقالا سلطت فيه الضوء على أهم ما تميزت به حبرية البابا جوفاني باتيستا مونتيني مع التشديد على مسائل تتعلق بتنقية أو تطهير الكنيسة بالإضافة إلى التوترات الروحية المرتبطة بالكرازة بالإنجيل المقدس، ناهيك عن التواضع والحوار مع العالم والعلاقة مع الكنائس الشقيقة التي قد تمهد الطريق أمام بلوغ الشركة التامة بين كنيسة الغرب وكنائس الشرق.

تساءلت الصحيفة الفاتيكانية بشأن القواسم المشتركة بين حبرية البابا بولس السادس وحبرية البابا فرنسيس! ورأت الأوسيرفاتوريه رومانو أن خصب هذه المحاور الرئيسة يعتمد بصورة أساسية على التزام الجميع في اتباع مسيرة روحية تتميز بالإصغاء إلى كلمة الله والانفتاح على عمل الروح القدس. وختمت الصحيفة مؤكدة أن حدس البابا بولس السادس ما يزال آنيا في عالم اليوم.

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.